فهرب حسن علي إلى أخيه پير بوداق ببغداد وكان مثله في الإلحاد والزندقة ، فأكرمه أخوه فبقي عنده إلى أن قتل پير بوداق ، فأسر حسن علي هذا عند ذلك فأعيد إلى الحبس في قلعة بادكوبة. ولما وقعت واقعة أبيه تخلص من الحبس واجتمع إليه جمع من أصحاب والده إلا أنه كان قد اختل دماغه وعقله من طول حبسه إذ كانت مدة حبسه نحو ٢٥ سنة فلم يقدر على تدبير الملك ...
ولما خرج من الحبس توجه إلى تبريز وكانت ابنتا عمه اسكندر آيش بيكم ، وشاه سراي بيكم قد استولتا على تبريز قبل وصوله إليها ، وأقامتا أخاهما حسين علي بن اسكندر ملكا وكان يتزيا بزي أصحاب الفقر والفناء فأخرجته أختاه من ذلك الزي وأجلستاه على سرير الملك ، وبلغ الخبر إلى بيكم زوجة جهان شاه بانية المظفرية بتبريز ، وكانت حينئذ في مشتى خوي ، فلما سمعت الواقعة سارت إلى قلعة جوشين من مراغة وأرسلت أخاها قاسم بيك مع إحدى بناتها مع الجيش إلى إطفاء ثائرة ابنتي اسكندر فسار قاسم بيك وأسرهما وقتل أخاهما حسين بن اسكندر.
وفي أثناء ذلك قدم حسن علي بن جهان شاه إلى تبريز فتسلمها من قاسم بيك وضبط الخزائن ، وبذلها على الأوباش والأراذل ، فاجتمع عليهم نحو مائة ألف وثمانين ألف فارس ، فأعطاهم المواجب والمراتب ، وسماهم (چولي) ، وكان أخوه أبو القاسم قد خرج من كرمان وأراد الاستيلاء على أصبهان فلم يتيسر له ، فالتجأ إلى أخيه حسن علي هذا فقتله أخوه ، وكذا قتل زوجة ولده صاحبة الخيرات الكثيرة والحسنات العديدة بيكم بالخنق وضرب عنق أخويها قاسم وحمزة ، فأخذه الله بهذه الدماء الزكية وسائر قبائحه من الفسوق والإلحاد عن قريب الزمان ، حيث توجه إلى دفع حسن بيك وكان قد وصل إلى نواحي خوي فلقيه في هذه الجمعية العظيمة نحو مرند فحفر بأطراف عسكره