ولم يكن يهمنا البحث والتوسع في هذه الناحة لو لا أن صاحب كتاب النواقض تعرض لداعيتهم هذا فقال : «وأما أمر فضل الله الاسترابادي فإنه جاور النجف مدة عشرين سنة ... ولم يحصل منه ما يدل على أنه من زمرة المسلمين في الصفاء ...» ا ه. فهل تلقى نحلته هنا أو أنه جاء لبثها ، أو كانت لها علاقة بالإسماعيلية وهم يترددون إلى مشهد الإمام علي (ر ض) فاتصل بهم ...؟ مما دعا للتفكير في شأنهم والتتبع لآثارهم خصوصا بعد أن علمنا أن نسيمي البغدادي من تلامذة فضل الله الحروفي وفي آثار فضولي وروحي البغدادي ما يشير إلى أنهما من هؤلاء ... فعلاقة نحلته بالعراق وإن كانت ضعيفة إلا أنها تستحق التدقيق وتستدعي النظر .. فلم يخل العراق من دخول عقائد متنوعة يستهوي اتباعها الناس بضروب مختلفة ، تارة من طريق الآداب الفارسية ، وطورا من ناحية الشيعية وباسمها في وقت أن العقيدة الشيعية معروفة ومنتشرة بين ظهرانينا ... وآونة من ناحية التصوف ونحله الغالية .. وهكذا مضوا في تطبيق نهجهم وساروا في عملهم دون أن يعتريهم كلل ، أو ينالهم ملل ...
ولا نتجاوز حدود موضوعنا. فهذه النحلة لم تلبث أن دخلت في نحلة التصوف المعروفة ب (البكتاشية) وتوثقت العلاقة بين الحروفية والبكتاشية لحد أن صار يعد الواحد مرادفا للآخر ... وبعد استيلاء العثمانيين دخلت البكتاشية بغداد ورؤساؤهم حروفية قطعا ...
وللمترجم مؤلفات حصلت على مكانتها عندهم :
١ ـ جاودان كبير :
اشتهر المترجم بكتابه هذا وهو جاودان كبير فكان أساسا لغيره بحيث صار كل كتاب من كتبهم المعتبرة يسمى جاودان وكتاب فضل الله ينعت بجاودان كبير ، والأخرى المعتبرة تسمى بجاودان أيضا وهي نحو