بخمسين ألفا في آذربيجان ولكن ابنه لم يلبث إلا قليلا فعاد إلى مملكته (القفجاق) لمرض أصاب والده جاني بيك فجعل بردي بيك عوضه الأمير أخي جوق نائبا عنه في تبريز (١).
وقد بسط صاحب (تلفيق الأخبار وتلقيح الآثار) القول في هذه الوقعة ونقل عن مؤرخين كثيرين وبحث عن ملوكهم مفصلا وذكر أن محمود جاني بيك مرض في الطريق أثناء عودته إلى مملكته فأرسل أمراؤه وراء ابنه بردي بيك يعلمونه بالخبر ويطلبونه للحضور سريعا وحينئذ ولى على تبريز أميرا قيل هو وزيره سراي تيمر ، وقيل أخي جوق وزير الملك الأشرف ووصل بردي بيك إلى (سراي) وقد توفي أبوه السلطان في هذه السنة (٧٥٨ ه) .. فنصب الابن بردي بيك ملكا مكانه في تلك السنة. قال أبو الغازي صاحب شجرة الترك : «إن بردي بيك كان ظالما غشوما فاسقا قاسي القلب ما ترك أحدا من إخوانه وأقاربه بل قتل الكل ، وظن أن الملك يدوم له ولم يدر أن الدنيا فانية سريعة الزوال فلم يدم له الملك إلا مقدار سنتين فمات في سنة ٧٦٢ ه ، وانقطع بموته نسب صاين خان يعني الملك باتو ..» ا ه. وقال ابن خلدون : «استقل بالدولة لثلاث سنين من ملكه» ا ه ، فيكون جلوسه سنة ٧٥٩ ه ، وبموته وقع الاختلال في دولتهم وكثر الهرج والمرج فتفرقوا إلى دويلات صغيرة (٢) ...
حوادث سنة ٧٥٩ ه ـ ١٣٥٨ م
السلطان ـ فتح آذربيجان :
في هذه السنة أيام الربيع علم السلطان أويس أن بردي بيك خان رجع إلى مملكة الدشت (القفجاق) وإن أخي جوق بالنيابة عنه استولى
__________________
(١) شجرة الترك ص ١٧٤ وحبيب السير ج ٣ ص ٨١ ، وتقويم التواريخ ص ٩٤.
(٢) تلفيق الأخبار ج ١ ص ٥٥٦.