حوادث سنة ٧٥٧ ه ـ ١٣٥٦ م
وفاة السلطان الشيخ حسن الجلايري :
في شهر رجب هذه السنة توفي الشيخ حسن. وقد رثاه الخواجه سلمان الساوجي بقصيدة تتضمن التوجع للمصاب وبيان صفات الراحل في عدله وسائر مزاياه وهي فارسية لا نرى محلا لإيرادها ..
ترجمته : (بيان عن العصر)
إن حياة هذا الرجل إنما تظهر أكثر ببيان حالة العصر الذي كان يعد من رجاله وقد أسس حكومة كان لها شأنها مدة. وذلك أنه في ١٣ ربيع الثاني لسنة ٧٣٦ ه كان قد توفي السلطان أبو سعيد بهادر خان وبوفاته قامت الزعازع وثارت الفتن من كل صوب بعد أن كانت قد هدأت الحالة مدة ، ونال الأهلين طمأنينة فركنوا إلى الراحة والتبسط في العلوم ومراعاة أسباب الزينة وترقية الفنون والصناعات ... فبرزت المواهب وكاد يعود ما كان قد فقد أيام هلاكو ، أو أهمل ... لو لا أن السلطة كانت أجنبية ، والإدارة ليست بعربية ..
حكينا ذلك كله فكان لقانون جنكيز (الياسا) قيمته في ردع النفوس ، وإيقافها عند حدودها ... ولكن هذه السلطة لم تكن إلا عن خشية وخوف وليست ناشئة عن قبول نفسي ولا رادع باطني ... مما جعلها أن تكون ملازمة دائما للقوة ، والتيقظ دون تهاون أو تراخ ...
مات أبو سعيد وكأن القوم كانوا ينتظرون وفاته ، والخلافات التي ولدها الأمراء في حينها كانت تصرف إلى الحزبية وتسنم كراسي الإدارة ، وتعهد السلطنة مع الاحتفاظ ببيتها ولما توفي السلطان تغيرت الفكرة ، وحدث التغلب من كل صوب ، وصار كل أمير ، أو متنفذ يدعو لنفسه ،