حوادث سنة ٧٩٨ ه ـ ١٣٩٥ م
قتلة توقتامش خان :
في هذه السنة قتل توقتامش حان وقد تكلمنا عليه في أحوال تيمور وهو صاحب بلاد الدشت (القفجاق) ،
فاستراح تيمور من أكبر مناضل له ، شوش عليه أمره كثيرا ، وكان يخافه ، ويحذر أن يتوسع نفوذه بعد أن ناصره ، وصار يحسب له حسابه ... ولا يزال تيمور مشغولا بحروبه حتى في هذه السنة ، وكانت الحروب بينهما دامية جدا ...
قتل بعد أن انكسر من اللنك ، قتله أمير من أمراء التتر يقال له قطلوا (١). وما جاء في الضوء اللامع من أنه لا يزال حيا إلى ما بعد سنة ٨١٤ ه فغير صحيح. وفيه تفصيل زائد ... (٢).
وكان توقتامش من المشاهير بين ملوك القفجاق وقد ذكرنا بعض الشيء عنهم في الحوادث السابقة. وغاية ما نقوله هنا أن تيمور لنك كان من أكبر مناصريه حبا في خضد شوكة أرص خان من ملوكهم لأنه كان من منافسيه. ولما استقل توقتامش خان بالملك وانتشرت شهرته صار يتوهم منه ويحاول وجود سبب ما لمحاربته فاتخذ وقائع آذربيجان وخراسان خير وسيلة للقيام في وجهه ... وذلك أن تيمور لنك سمع بانحلال أمر الجلايرية ، ووقوع الحروب بين أمرائهم فتعلقت نواياه بتلك المملكة ، وتمهيدا لذلك أرسل أخص معتمديه الحاج سيف الدين إلى هذه البلاد بوسيلة الحج في الظاهر وتفحص أحوال البلاد وتجسسها في الحقيقة وهو في المكانة اللائقة من الدهاء بل هو أعظم من أعان تيمور في تأسيس الملك فلما رجع أخبره أن الغنم لا راعي لها والبلاد غنيمة
__________________
(١) الأنباء ج ١.
(٢) الضوء اللامع ج ٢ ص ٣٢٥.