ودرس هو بغيرهما ، وكان هو وأبوه وجده كبراء بغداد وانتهت إليه الرياسة بها
في مشيخة العلم والتدريس وصار المشار إليه والمعول عليه فهرع القضاة والوزراء إلى
بابه والسلطان يخافه وكان بارعا في الحديث والمعاني والبيان وشرح مصابيح البغوي
وخرج لنفسه أربعين حديثا عن أربعين شيخا وفيها أوهام وسقوط رجال في الأسانيد وكانت
نفسه قوية وفهمه جيدا وكان بالغا في الكرم حتى ينسب إلى الإسراف ولما دخل تيمور
لنك بغداد هرب منها مع السلطان أحمد فنهبت أمواله وسبيت حريمه وقدم الشام واجتمعنا
به وأنشدنا من نظمه فلما رجع السلطان إلى بغداد رجع معه فأقام دون خمسة أشهر وقال الحافظ برهان الدين
الحلبي كان إماما علامة متبحرا في العلوم غاية في الذكاء مشارا إليه وكان يدخله كل
سنة زيادة على مائة ألف درهم وكلها ينفقها وصنف في الرد على الشيعة في مجلد توفي
في صفر ودفن بالقرب من معروف الكرخي بوصية منه. وقال ابن حجر شرح منهاج البيضاوي (في
أصول الفقه) والغاية القصوى (في فقه الشافعية مختصر الوسيط للإمام الغزالي) وحدث
بمكة وبيت المقدس وأنشد لنفسه بالمدينة : ـ
يا دار خير
المرسلين ومن بها
|
|
شغفي وسالف
صبوتي وغرامي
|
نذر علي لئن
رأيتك ثانيا
|
|
من قبل أن
أسقى كؤوس حمامي
|
لأعفرن على
ثراك محاجري
|
|
وأقول هذا
غاية الإنعام
|
وقد ترجمه
المقريزي في كتابه السلوك في دول الملوك في
__________________