في تستر وأن لا يتعرض له هناك وأن لا يعود مرة أخرى إلى بغداد ولا يتدخل في شؤونها ...
أما عبد الملك التمغاتي فإنه استفاد من الوضع وتمكن أن يجمع من أعيان بغداد مبلغا وافرا قدر بمبلغ ١٥٠٠ تومان وأرسله إليه واستدعى حضوره ... وعلى هذا نهض توا وسار إلى بغداد ... وإن السلطان حسين سير إليه محمود واقي وعمر قبچاق لمقابلته وهذان قد وقعا أسيرين في قبضة پير علي باوك وقتل أكثر من معهم من الجيوش وعندئذ ولما سمع السلطان بالخبر أمال عنان عزمه نحو تبريز وهناك رأى من المشاق في عودته ما لا يوصف ووصف بحالة سيئة جدا (١) ... هذا مجمل ما ذكره صاحب حبيب السير.
ومن هذا نرى دوام الحروب وطول المنازعات بين الأخوين. وفي روضة الصفا من التفصيلات ما لم نرها في غيره (٢) سوى أن تاريخ الغياثي ذكر أن قد نال الناس حيف من السلطان ولذا مالوا إلى أخيه ثانية وطلبوه من تستر ليوافيهم وناصروه على العودة إلى بغداد فعاد واستقر في الحكم. وجاء في الأنباء عن إسماعيل المذكور أنه أحد الأمراء ببغداد وكانت له في عمارتها بعد الغرق اليد البيضاء مات في رجب سنة ٧٨٠ ه (٣).
__________________
(١) حبيب السير ج ٣ ص ٨٣.
(٢) روضة الصفا ج ٥ ص ١٧٤.
(٣) الأنباء ج ١ والشذارت ج ٦.