وما اقتضى نظافة أو دنسا
نحو «وضؤ ، وطهر» في النّظافة ، و «نجس ، وقذر» في الدّنس.
ثمّ قال : «أو عرضا» ـ بفتح العين والرّاء المهملتين ـ ، وهو ما ليس حركة جسم من (١) معنى قائم بالفاعل غير لازم ، نحو «مرض ، وكسل» (٢).
ثمّ قال :
... أو طاوع المعدّى |
|
لواحد كمدّه فامتدّا |
يعني : أنّ من علامة لزوم الفعل أن يكون مطاوعا لفعل متعدّ إلى واحد.
ومعنى المطاوعة : قبول أثر الفعل المطاوع ، نحو «مددت الثّوب فامتدّ» ، و «دحرجته فتدحرج» (٣).
واحترز بقوله : «لواحد» من المطاوع المتعدّي لاثنين ، فإنّه متعدّ إلى واحد ، كقولك : «علّمت زيدا الحساب فتعلّمه».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وعدّ لازما بحرف جرّ |
|
وإن حذف فالنّصب للمنجرّ |
نقلا وفي أنّ وأن يطّرد |
|
مع أمن لبس كعجبت أن يدوا |
يعني : أنّ الفعل اللازم إذا طلب مفعولا من جهة المعنى ، ولم يصل إليه بنفسه ، لضعفه عنه ـ عدّي إليه بحرف الجرّ ، نحو «مررت بزيد» ، و «آليت على عمرو». وقوله :
__________________
(١) في الأصل : في. انظر شرح المكودي : ١ / ١٤٠.
(٢) انظر شرح المكودي : ١ / ١٤٠ ، وفي التصريح (١ / ٣١٠) : «وهو ـ أي العرض ـ ما ليس حركة جسم من وصف غير ثابت دائما كـ «مرض» ، و «كسل» و «نهم» إذا شبع بكسر العين فيهن ، بخلاف «نهم» إذا صار أكولا فليس لازما».
وانظر شرح المرادي : ٢ / ٥١ ، شرح الأشموني : ٢ / ٨٩ ، شرح دحلان : ٧٥.
(٣) في الأصل : فقد حرج. انظر شرح المكودي : ١ / ١٤٠. وقال الخضري : «المطاوعة قبول الأثر ، أي : حصوله من فاعل فعل ذي علاج محسوس إلى فاعل فعل آخر يلاقيه اشتقاقا ، فإن حصل الأثر بلا ملاقاة فليس مطاوعا كـ «ضربته فتألم» ، وخرج بالمحسوس غيره ، فلا يقال : «علمت المسألة فانعلمت» ولا «ظننت كذا فانظنّ» لعدم العلاج المحسوس ، ويجوز «قلت هذا الكلام فانقال» إذا عينت الألفاظ المسموعة لإحساس علاجها بتحريك اللسان والشفتين ، فإن أردت المعنى المفهوم من القول بلا نظر للفظ امتنع». انتهى.
انظر شرح المكودي : ١ / ١٤٠ ، حاشية الخضري : ١ / ١٧٩ ، حاشية الصبان : ٢ / ٨٩ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٣١٠ ، البهجة المرضية : ٧٥ ، شرح المرادي : ٢ / ٥ ، معجم المصطلحات النحوية : ١٤١.