خطبة الألفيّة
قال محمد هو ابن مالك (١) |
|
أحمد ربّي الله خير مالك |
كان حقّ النّاظم أن يعبّر بالفعل المستقبل ، لأنّ المقول لم يقع ، كما فعل ابن معط (٢) في ألفيّته قبله (٣) ، ولكنّه عبّر بالماضي لوجوه :
/ منها : أنّه يجوز أن يكون قد تأخّر نظم «قال» عن المحكيّ به ، فيكون على ظاهره.
ومنها : أن يكون أوقع الماضي موضع المستقبل تحقيقا له ، وتنزيلا منزلة الواقع ، كما في قوله تعالى : (أَتى أَمْرُ اللهِ) [النحل : ١].
ومنها : أن يكون وضع كلمة «قال» أوّل نظمه ليحكي بها عند (قضاء) (٤) الحاجة والفراغ (من المحكيّ) (٥)(٦).
__________________
(١) وفي إعراب الألفية (٣) : «ابن ملك» ، وهو الأولى هنا ليتفق مع قوله بعد : «وحذفت ألف «مالك» الأول خطأ».
(٢) ابن معطي : هو يحيى بن عبد المعطي بن عبد النور الزواوي الحنفي المعروف بابن معطي ، أبو الحسين عالم بالعربية والأدب ، ولد سنة ٥٦٤ ه ، وتتلمذ على الجزولي وغيره وتوفي بالقاهرة سنة ٦٢٨ ه. ومن آثاره : الدرة الألفية في علم العربية ، منظومة في العروض ، منظومة في القراءات السبع ، ديوان شعر ، وديوان خطب.
انظر ترجمته في معجم الأدباء للحموي : ٢٠ / ٣٥ ، البداية والنهاية لابن كثير : ١٣ / ١٢٩ ، ١٣٤ ، المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء : ٣ / ١٥٩ ، بغية الوعاة للسيوطي : ٤١٦ ، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي : ٥ / ١٢٩ ، مرآة الجنان لليافعي : ٤ / ٦٦ ، معجم المؤلفين لعمر كحالة : ١٣ / ٢٠٩ ، الأعلام : ٨ / ١٥٥ ، وانظر ص ٢٧ فقد ترجم له المؤلف هناك. وفي الأصل : ابن معطي. انظر شرح المرادي : ١ / ٥.
(٣) حيث قال في الدرة الألفية :
يقول راجي ربّه الغفور |
|
يحيى بن معط عبد النّور |
انظر الدرّة الألفية : ص ٢ ، كشف الظنون : ١ / ١٥٥.
(٤ ـ ٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المرادي : ١ / ٦.
(٦) قال المرادي في شرحه (١ / ٦) : «ونظيره ما أجازه السيرافي في قول سيبويه رحمهالله : «هذا باب علم ما الكلم من العربية» أن يكون وضع كلمة الإشارة غير مشير بها إلى شيء ليشير بها عند الحاجة والفراغ من المشار إليه» وانظر الكتاب : ١ / ٢.