باللام (١) ، فلا يقال : «هذا لك» ، وفهم منه أنّه يجوز اقتران «ها» بالمجرّد ، نحو «هذا ، وهؤلاء» ، وبالمقترن بالكاف دون اللام نحو «هذاك ، وهؤلائك» (٢) ، إلّا أنّ (٣) الأوّل أكثر ، وهي لغة القرآن.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وبهنا أو هاهنا أشر إلى |
|
داني المكان وبه الكاف صلا |
في البعد أو بثمّ فه أو هنّا |
|
أو بهنالك انطقن أو هنّا |
ذكر في هذين البيتين سبعة ألفاظ يشار بها إلى المكان (٤) دون غيره منها اثنان للمكان القريب ، وهما : «هنا ، وهاهنا» وإليهما أشار بقوله :
وبهنا أو هاهنا أشر إلى |
|
داني المكان ... |
أي : (إلى) (٥) المكان الدّاني ، وهو القريب (فأضاف الصّفة إلى الموصوف.
ومنها خمسة للمكان البعيد) (٦) ، وإليها أشار بقوله : «وبه الكاف صلا ... إلى آخرها».
يعني : إذا أردت الإشارة للمكان البعيد فأنت مخيّر بين أن تلحق «هنا» كاف الخطاب ، فتقول : «هناك» ، أو تأتي بـ «ثمّ» كقوله تعالى : (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَ
__________________
(١) وعلله ابن مالك بأن العرب كرهت كثرة الزوائد ، وقال غيره : ها تنبيه واللام تثنية ، فلا يجتمعان ، وقال السهيلي : اللام تدل على بعد المشار إليه وأكثر ما يقال للغائب وما ليس بحضرة المخاطب ، و «ها» تنبيه للمخاطب لينظر ، وإنما ينظر إلى ما بحضرته لا إلى ما غاب عن نظره ، فلذلك لم يجتمعا ، وقال السيوطي : كراهة الاستطالة. وقال ابن مالك في شرح التسهيل : ولا تلحق أيضا المقرون بالكاف في التثنية والجمع ، فلا يقال : «هذانك» ، ولا «هؤلائك» ، لأن واحدهما «ذاك وذلك» فحمل على ذلك مثناه وجمعه لأنهما فرعاه ، وحمل عليهما مثنى «ذاك» وجمعه لتساويهما لفظا ومعنى. قال أبو حيان : وهذا بناء على ما اختاره من أنه ليس للمشار إليه إلا مرتبتان ، وقد ورد السماع بخلاف ما قاله في قوله :
من هؤليّائكنّ الضّال والسّمر
وهو تصغير «هؤلائكن».
انظر شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ٢٧٤ ـ ٢٧٥ ، الهمع : ١ / ٢٦٣ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٢٨ ، حاشية ابن حمدون : ١ / ٦١ ، شرح الرضي : ٢ / ٣٢ ، المطالع السعيدة : ١٥٦.
(٢) في الأصل : وهؤلا. انظر شرح المكودي بحاشية الملوي : ٢٢.
(٣) في الأصل : الان. انظر شرح المكودي : ١ / ٦١.
(٤) في الأصل : إلى الكاف. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٢.
(٥ ـ ٦) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٦٢.