وأمّا لام
الجحود ، فلمّا لم تدخل على الاسم الصريح ، لم يظهر معها ذلك ، وكذا «حتى» لم يظهر
بعدها ، لأن الأغلب فيها أن تستعمل بمعنى «كي» وهي بهذا المعنى لا تدخل على اسم
صريح ، كما مرّ ، وحمل عليها : التي بمعنى «إلى» ، لأن المعنى الأول
أغلب من التي يليها المضارع.
وأمّا الفاء ،
والواو ، واو ، فلأنها لمّا اقتضت نصب ما بعدها ، للتنصيص على معنى السببية
والجمعية والانتهاء ، كما تقدم ، صارت كعوامل النصب ، فلم يظهر الناصب بعدها ؛ وقد
ظهرت «أن» بعد «أو» في الشعر ، قال :
٦٥٩ ـ أقضى اللبانة لا أفرّط ريبة
|
|
أو أن يلوم
بحاجة لوّامها
|
وأمّا وجوب
الإظهار مع لام «كي» إذا وليها «لا» فلاستكراه اللامين المتواليين.
وأمّا قول
المصنف : لأنهم لا يدخلون حروف الجر على حروف النفي لاستحقاقها
صدر الكلام ، ففيه نظر ، لأن «لا» من بينها يدخلها العوامل ، نحو : كنت بلا مال ، و : (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ).
والكوفيون
جوّزوا إظهار «أن» مع لام الجحود ، بدلا من اللام وتأكيدا له ، لأن مذهبهم أن
اللام هي الناصبة بنفسها ، ويجوّزون تقديم معمول الفعل بعدها ، عليها ، خلافا
للبصريين ، واستدلوا بقول الشاعر :
٦٦٠ ـ لقد عذلتني أم عمرو ، ولم أكن
|
|
مقالتها ما
كنت حيّا لأسمعا
|
__________________