قوله : «وأجل وجير وإنّ تصديق للخبر» ، سواء كان الخبر موجبا أو منفيا ، ولا تجيء بعد ما فيه معنى الطلب ، كالاستفهام والأمر وغيرهما ؛
وحكى الجوهريّ (١) عن الأخفش ، أن «نعم» أحسن من «أجل» ، في الاستفهام ، وأجل ، أحسن من نعم في الخبر ، فجوّز على ما ترى ، مجيئها في الاستفهام ، أيضا ؛
وأما «جير» فقد مضى شرحها في القسم في حروف الجرّ ، (٢)
وأمّا «إنّ» فقال سيبويه (٣) : هي في قول ابن قيس الرقيّات :
٩٠١ ـ ويقلن شيب قد علا |
|
ك ، وقد كبرت فقلت إنّه (٤) |
والهاء للسكت ؛
وقيل ان «انّ» فيه للتحقيق ، والهاء اسمها والخبر محذوف ، أي : انه كذلك ؛
وقول ابن الزّبير (٥) ، لفضالة بن شريك حين قال له : لعن الله ناقة حملتني إليك : إنّ وراكبها ، نصّ في كونها للتصديق ،
لكنه يدل على أنها تجيء لتقرير مضمون الدعاء ، وهو خلاف ما قال المصنف من أنّ ثلاثتها ، لتصديق الخبر ؛
__________________
(١) اسماعيل بن حماد الجوهري صاحب معجم الصحاح ، وتقدم ذكره في هذا الشرح ؛
(٢) ص ٣١٨ في هذا الجزء ؛
(٣) ج ١ ص ٤٧٥ وج ٢ ص ٢٧٩ ؛
(٤) من شعر لابن قيس الرقيات أوله :
بكر العواذل في الصبو |
|
ح ، يلمنني وألو مهنّه |
(٥) المراد به : عبد الله بن الزبير بن العوام ، وفد عليه فضالة بن شريك فقال له إن ناقتي أصابها كذا وكذا فاحملني ، فأخذ عبد الله بن الزبير يصف له علاجا لناقته ، فقال فضالة : إنما جئتك مستحملا ، لا مستوصفا ، فلعن الله ناقة حملتني إليك ، فقال ابن الزبير : انّ وراكبها : وقيل إن القائل ليس فضالة وإنما هو عبد الله بن الزّبير (بفتح الزاي) بن فضالة بن شريك ، وهو قريب عبد الله بن الزبير بن العوام ؛ والله أعلم ؛