كادت ، إلا عند الكسائي فإنه يحذف الفاعل في مثله ، كما مرّ (١) ؛
وأمّا على قراءة من قرأ «كاد يزيغ» بالياء (٢) ، فليس من باب التنازع وإلّا وجب تأنيث أحد الفعلين لإسناده إلى ضمير المؤنث ، بل هو على إضمار الشأن في «كاد» ؛
وقولك : كاد يقوم زيد ، يحتمل التنازع ، فتعمل أيّهما شئت ، ويحتمل إضمار الشأن في «كاد» ، ومثله : «ليس خلق الله مثله» ،
وليس بمشهور إضمار الشأن ، من أفعال المقاربة ، إلّا في «كاد» ومن الأفعال الناقصة إلّا في «كان» و «ليس» ؛
ولا يتقدم «أن» مع الفعل على «عسى» ، أمّا عند من قال انه خبر ، فلضعف «عسى» لكونه غير متصرف ؛ وأمّا عند من قال هو بدل ، فلامتناع تقدمه على المبدل منه ؛
وقد يحذف الخبر من هذا الباب ان علم ، نحو :
٧٣١ ـ هممت ولم أفعل ، وكدت ، وليتني |
|
تركت على عثمان تبكي حلائله (٣) |
أي كدت أفعل ؛ وكذا تقول : كم «عسى زيد» ، إذا قيل لك : عسى زيد أن يقوم ، أي : كم «عسى زيد أن يقوم» ؛
ولا يخلو المرفوع في هذا الباب ، غالبا ، من اختصاص ، فلا يقال : كاد رجل أن يقوم ، ولا : عسى شخص أن يقوم ، الّا قليلا ،
قوله : «وقد يحذف «أن» ، كقوله :
__________________
(١) باب التنازع في الجزء الأول ؛
(٢) هي قراءة حمزة ، وحفص عن عاصم ، والباقون بالتاء ؛
(٣) من قصيدة لضابئ البرجمي ، وكان قد سجنه سيدنا عثمان بن عفان ولما طال سجنه استشفع إلى عثمان فأمر بإخراجه ، ولكنه اعتزم قتل عثمان وعرف عثمان هذا التدبير فأعاده إلى السجن فقال هذه القصيدة التي تدل على إصراره على الانتقام ،