صريحا للرسول صلّى الله تعالى عليه وسلم وتعريضا لهم ولذا اكد بالقسم فاندفع الاعتراض على التوجيه الثانى ايضا وعن الثانى ان المستفاد من قوله تعالى ولقد علموا ثبوت العلم لهم حقيقة والمستفاد من الخبر الملقى اليهم نفى العلم عنهم تنزيلا ولا منافاة بينهما وعن الثالث ان العالم اذا عمل بخلاف علمه كان عالما بانه بمنزلة الجاهل فى عدم ترتب ثمرة علمه ومقتضى هذا العلم ان يمتنع عن ذلك العمل ففيما نحن فيه كانوا عالمين بان ليس لهم علم وانهم بمنزلة الجاهل فى ذلك الشراء ومقتضى هذا العلم ان يمتنعوا عنه فاذا لم يمتنعوا كانوا بمنزلة الجاهل فى عدم جريهم على مقتضى هذا العلم فالقى الخبر اليهم بانه ليس لهم علم مع علمهم به فتدبر فانه لغاية الغموض والاشكال يلوح عليه اثر الاهمال (قوله لا يوافق ما فى المفتاح) لانه صريح فى ان العلم المثبت والمنفى هو علم اهل الكتاب بمضمون لمن اشتراه ما له فى الاخرة من خلاق وكلام القائل الاول صريح فى ان المعلوم الذى نزل العالم به منزلة الجاهل هو مضمون هذا الحكم وهو انه ليس لهم علم به فلا يمتنعون ويلزمه ان يكون العالم بذلك هو المخاطب بذلك الكلام وكلام القائل الثانى صريح فى ان المعلوم هو مضمون قوله ولقد علموا لمن اشتراه الآية ويلزمه ان يكون المخاطب به هو العالم بذلك كذا نقل عنه وقد عرفت اندفاعه بما سبق لان المخاطب بالعلم المثبت والمنفى بطريق التعريض هو اهل الكتاب وكانوا عالمين بالعلم المثبت تحقيقا وبنفى العلم عنهم تنزيلا فقد القى اليهم الخبر ان تعريضا ومعلوم انه ليس المقصود بهما لازم الفائدة فيكون من قبيل تنزيل العالم بهما منزلة الجاهل* قال قدس سره اى ما رميت حقيقة* لكون الاثر المترتب خارجا عن طوق البشر اذرميت صورة لمباشرة اسباب الرمى فهما جهتان لنفى الرمى واثباته والمنفى والمثبت امر واحد فلا يرد انه حينئذ لا يكون المنفى والمثبت واحدا والكلام فيه* قال قدس سره وعدم صحته الخ* الا ان يراد بالكسب مجرد مباشرة الاسباب لا ما هو المتعارف اعنى المقابل للخلق فيكون المعنى ما رميت تأثيرا اذ لا تأثير فى المعجزة لقدرة العبد اذ رميت باستعمال اسبابه فيص على رأى من ينكر الكسب (قوله واذا كان قصد الخ) يعنى ان فاء فينبغى جزائية والشرط محذوف دل عليه الكلام السابق وقد صرح به فى الايضاح ووجه الترتب انه اذا كان المقصود افادة المخاطب كان اللايق رعاية حاله فى الافادة فينبغى ان يقتصر فى التركيب على قدر احتياجه ولا يزاد عليه حذرا عن اللغو فى الكلام ولا ينقص عنه حذرا عن لغوية الكلام فان الناقص لعدم افادته المقصود لغو (قوله الى تفصيله) اى تفصيل الاقتصار على قدر حاجة المخاطب (قوله خالى الذهن