الشمول ايضا علة لتركه ففيه ان اقتضائه للانحصار ممنوع والقول بان الذوق السليم يقتضى ذلك مجرد دعوى (قوله لصدقه على الادراك الخ) اى اذا كانت هذه الصفات راسخة فى محلها لانه يصدق على كل واحد منها انها ملكة يقتدر بها على التعبير المذكور (قوله لا نسلم ان هذه اسباب) فان السبب ما يكون مؤثرا فى الشئ (قوله مطابقته لمقتضى الحال) اى مطابقته لجميع ما يقتضيه الحال بقدر الطاقة صرح به فى التلويح وفيه انه يخرج عن التعريف بلاغة كلام البارى تعالى الا ان يراد بقدر الطاقة طاقة المتكلم او المخاطب (قوله لمقتضى الحال) وهو الخصوصيات التى يبحث عنها فى علم المعانى كما يدل عليه بيان الشارح رحمه الله دون كيفيات دلالة اللفظ التى يتكفل بها علم البيان اذ قد تتحقق البلاغة فى الكلام بدون رعاية كيفيات الدلالة بان يكون الكلام المطابق لمقتضى الحال مؤديا للمعنى بدلالات وضعية اى مطابقية غير مختلفة بالوضوح والخفأ نعم اذا ادى المعنى بدلالات عقلية مختلفة بالوضوح والخفأ لا بد فيه من رعاية كيفية الدلالة ايضا كما ستعرفه فما قيل ليس المقتضى مخصوصا بما يبحث عنه فى علم المعانى كما يشعر به كلام الشارح رحمه الله بل اعم من الخصوصيات التى يطلع عليها فى علم المعانى وكيفيات دلالة اللفظ التى يتكفل بها علم البيان فانه لا بد فى البلاغة من رعايتها ليس بشئ كيف وانهم لا يطلقون مقتضى الحال على كيفيات دلالة اللفظ (قوله اى الى ان يعتبر الخ) اشار بهذا التفسير الى ان التكلم بدون الاعتبار والقصد غير معتبر عندهم والى انه لا يجب ان تكون الخصوصية من قبيل اللفظ ولذا اورد كلمة مع (٧) دون فى الموهم للجزئية (قوله خصوصية) فى القاموس خصه بالشئ خصا وخصوصا وخصوصية ويفتح وخصيصى ويمد وخصية وتخصة فضله انتهى والمراد الامر المختص جعله نفس المصدر مبالغة فما ذكره الناظرون فى تحقيقها كلها حزافات (قوله وهو مقتضى الحال) اى تلك الخصوصية والتذكير باعتبار الخبر ولما كان معرفة مقتضى الحال موقوفا على معرفة الحال قدم تعريفها ثم بين المقتضى ثم بين معنى المطابقة التى هى نسبة بينهما وفيه اشارة الى انه فى الحقيقة هو الخصوصية كما يدل عليه قول المصنف فمقام كل من التنكير والاطلاق الخ وقولهم واما ذكره فلكذا وحذفه لكذا واما ما سيجئ من انه عبارة عن الكلام المؤكد المشتمل على الخصوصيات فلغرض يدعو الى ذلك كما سيجئ (قوله ومعنى مطابقته الخ) يعنى ان المراد بالمطابقة الاشتمال لا مصطلح المنطقيين (قوله فان البلاغة الخ) يريد ان الفصاحة شرط
__________________
(٧) وقال مع الكلام الذى يؤدى به اصل المرد م