من الشفاعة يخل الوزن (قوله قصد به الملايمة الخ) يعنى ان السحاب المذكور يحزن ويغنم من كثرة حزنه وخلو صدره من الغير ويطلبه فى تلك ابى او فى تلك الديار ويبكى عليه فان الديار البلاقع هى والربى واحد وهى مواضع قيام الخيبة فقوله فكان نفس ابى تمام الخ متفرع على القولين (قوله احتراز الخ) لا يخفى ان تفسير التفريع المذكور يستدعى اتحاد الحكم للمتعلقين وفى المثال المذكور الحكمان مختلفا فالمناسب ان يقول وابوه راكب (قوله من عض الكلب) الكلب على وزن الكتف (قوله وليسم آه) اى ليسم القدر المشترك بين جميع ما ذكر من تأكيد المدح بما يشبه الذم وتأكيد الذم بما يشبه المدح وغير ذلك بتأكيد الشئ بما يشبه نفيضه ويجعل هذا واحدا من المحسنات المعنوية مندرجا تحتها جمع ما ذكر وليس المراد ان يسمى تأكيد المدح بما يشبه الذم بهذا الاسم ويجعل مقابلا لتأكيد الذم بما يشبه المدح* قال قدس سره فانه ركيك جدا* لفظا ومعنى اما لفظا فلانه لا يقال ان جئتنى اكرمك على تقدير مجيئك واما معنى فلان الجزاء المذكور وجود العيب فيهم لا اثبات وجود العيب فيهم (قوله ويعقب باداة الاستثناء) لم يقل ويستثنى منها صفة مدح لعدم الاستثناء فيه حقيقة فان الاستثناء متصلا كان او منقطعا لا بد فيه من اختلاف الحكمين ايجابا وسلبا ولا اختلاف ههنا وانما يفيد التأكيد لكونه فى صورة الاستثناء واليه يشير قول الشارح رحمه الله يذكر الخ (قوله انا افصح العرب الخ) جعله ابن مالك من الضرب الاول بتأويله بالنفى اى لا نقصان فى فصاحتى الا انى من قريش (قوله وبيد) بمعنى غير اليه ذهب الجمهور وفى المغنى انه للتعليل فالمعنى انا افصح العرب لاجل انى من قريش ومعنى التعليل ان له مدخلا فى ذلك لا انه علة تامة وفى القاموس ان بيد بمعنى غير ومن اجل وعلى (قوله واصل الاستثناء فيه الخ) اى الراجح الكثير الاستعمال فى هذا الضرب ان يكون المذكور بعد اداة الاستثناء غير داخل فيما قبلها وفيه اشارة الى انه قد يكون داخلا الا انه خلاف الاصل نحو فلان له جميع المحاسن الا انه مؤمن واما فى الضرب الاول فلكون ما قبل الاداة صفة منفية والمستثنى صفة مدح يكون غير داخل فيما قبلها البتة لكنه قدر دخوله ليصير متصلا فيفيد التأكيد من وجهين (قوله فليتأمل) حتى يظهر لا عدم التنافى بينهما اذ كون الكثير الراجح فى مطلق الاستثناء الاتصال لكونه حقيقة على ما بين فى الاصول لا ينافى ان يكون الكثير الراجح فى نوع منه الانقطاع (قوله ضرب آخر) كونه ضربا آخر من جهة انه ليس المستثنى منه فيه صفة ذم منفية بل محذوف هو اعم الاشياء يقدر دخول المستثنى فيه الا ان العامل