فصاحة الكلمة وصف لجزء فصاحة الكلام حتى يتم ما ادعيتم وليس صحة كلامه موقوفة على انهم قالوا بكون فصاحة الكلمة وصفا لجزئها انتهى وفيه بحث اما اولا فلان مقصود الشارح رح ردا لزعم والتأييد كليهما ولذا صرح بقوله وفصاحة الكلمة جزء من فصاحة الكلام مع كونه معلوما مما سبق فى رد الزاعم فلابد من كون المؤيد قائلا بان فصاحة الكلمة وصف لجزء فصاحة الكلام حتى يصح الرد بقوله لا وصف لجزئها واما ثانيا فلان تمامية ما ادعى الزاعم انما تتوقف على عدم كون فصاحة الكلمة معتبرة فى فصاحة الكلام وليست موقوفة على كونها وصفا لجزئها فلا يصح قوله لا ان فصاحة الكلمة وصف لجزء فصاحة الكلام حتى يتم ما ادعيتم وقيل ان الضمير فى قوله لجزئها راجع الى الكلام بتأويل الجملة والمعنى انه لا وصف لجزء الكلام بحيث لا دخل لها فى موصوفية الكلام بالفصاحة وفيه انه تعرض لما لا يعنى (٦) وترك لما يعنى واقول فى توجيه كلام المؤيد على النسخة المعتبرة ان قوله كفصاحة الكلمة مثال للجزء والكل عبارة عن فصاحة الكلام والمعنى ان انتفاء وصف فصاحة الكلمة وهو الخلوص عن التنافر فيما نحن فيه لا يوجب انتفاء فصاحة الكلام لجواز ان تكون الكلمة فصيحة مع التنافر لمجاورة كلمة اخرى او لاقتضاء المقام كما سيجئ فى كلام الشارح رحمه الله عن قريب من قوله قد يعرض لاسباب الاخلال بالفصاحة ما يمنع السببية قالوا فى قوله تعالى (هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ) ان يبدئ من باب الافعال غير مستعمل الا انه صار فصيحا بوقوعه مع يعيد وانما قلنا ان الخلوص وصف فصاحة الكلمة لما عرفت ان الفصاحة عبارة عن امر وجودى والخلوص المذكور لازم لها وحينئذ يندفع بحث الشارح رحمه الله لان فصاحة الكلمة وان كانت جزأ من فصاحة الكلام لكن المنتفى فيما نحن فيه وصف فصاحة الكلمة لانفسها (قوله لانه ممنوع آه) توجيه المنوع الثلاثة انا لا نسلم وقوع المفرد الغير العربى فى الكلام العربى اى القرأن وما ذكره من لفظ السجيل والمشكوة والقسطاس يجوز ان يكون من اللغات المشتركة ولو سلم ذلك الوع بناء على ما تقرر من ان اعلام الانبياء عليهم السّلام سوى الستة (٣) كلها عجمية فلا نسلم ان معنى العربى الذى به وصف القرأن فى قوله تعالى (إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا) انه عربى الالفاظ لم لا يجوز ان يكون المراد انه عربى النظم ولو سلم ان وصفه بالعربى باعتبار الالفاظ (٧) فيجوز ان يكون باعتبار الاعم الاغلب فلا ينافى وقوع الفاظ (٢) قليلة غير عربية لعربيته لعدم اشتراط عربية كل لفظ فى عربية الكلام بخلاف فصاحة الكلام فانها مشروطة بفصاحة كل كلمة منه فتدبر فانه ممازل فيه الاقدام
__________________
(٦) فانه حينئذ تعرض لرد الزاعم وقد حصل باول كلامه لا لرد المؤيد وهو المقصود بقوله وفصاحة الكلمة جزأ الخ م
(٣) واعلم ان اسماء الانبياء عليهم السّلام ممتنعة عن الانصراف الا ستة محمد وصالح وشعيب وهود لكونها عربية ونوح ولوط لخفتها وقيل ان عودا كنوح لان سيبويه قارنه معه ويؤيده ما قيل ان العرب من ولد اسمعيل ومن كان قبل ذلك فليس بعربى وهود قبل اسمعيل فيما يذكر فكان كنوح (منلاجامى)
(٧) اى فلا نسلم ان ذلك الوصف باعتبار ان جميع مفرداته عربية لجواز ان يكون باعتبار الاعم م
(٣) فانه يجوز ان يوصف الكل من حيث هو كل حقيقة بما هو وصف اغلب اجزائه