على انه لم يجئ فى الاستعمال ضمير الفصل لقصر المسند اليه على المسند لا على انه اخطأ فى اخذه من عبارة الكشاف وان كان فى نفسه حقا كما قاله بعض الناظرين (قوله حيث قال الخ) افاد فى الكشاف ان التعريف فى المفلحون اما للعهد بان يكون المراد حصة معينة مما يصدق عليه مفهوم المفلحون اعنى الذين بلغك انهم مفلحون فى الآخرة وحينئذ اما ان يلاحظ اتحاد المتقين بتلك الجماعة فلا يكون ضمير الفصل للقصر بل للتأكيد والفرق وهو الظاهر اذ لم يعهد تعريف المسند بلام العهد للقصر واما ان يلاحظ تغايرهما من حيث لمفهوم فيجوز ان يكون ضمير الفصل للقصر اما لقطع شركة الغير معهم فى المسند اليهم او لدفع اعتقاد القلب او التردد على ما جوزه السيد فى حواشى شرح المفتاح واما للجنس اى للاشارة الى معنى المفلحين الحاضر فى ذهن كل احد وحينئذ يكون الحكم باتحاد المتقين بطبيعة المفلحون من حيث هى لكن صحة هذا الحكم مشروطة بتحصيل مفهوم المفلحين ممتازا عن كل ما عداه لا بوجه اعم والعلم اليقينى بحقيقتهم وتصويرهم بالصورة التى تليق يتلك الحقيقة حتى يعترف المتأمل بذلك الحكم ولا ينكره لانه حكم باتحاد المفهوم مع الحيثية وحينئذ لا قصر فى الكلام لانه فرع التغاير ولا تغاير بينهما فقوله ان حصلت شرط جوابه فهم هم والجملة الشرطية صلة الذين وصفة المفلحين عبارة عن مفهومه لكونه وصف للذوات وتحققوا عطف على حصلت من تحققت الشئ تيقنته وما هم جملة استفهامية للسؤال عن الحقيقة واقعة موقع المفعول الثانى لتحققوا وتصوروا من تصورت الشئ جعلت له صورة لا بمعنى الادراك والحقيقة صفة لصورتهم والضمير الاول من فهم هم للمتقين والثانى للمفلحون وفى عدم ايراد الضمير للموصول اشارة الى ان الموصول مقحم للتنبيه على ان هذا مجرد وهم وتقدير للمبالغة فى وصف المتقين على ما وقع فى كلام الشيخ عبد القاهر من انه ليس شئ باغلب على هذا الضرب الموهوم من الذى وفى ترتيب الجزاء على الشرط المشتمل على الامور الثلثة تنبيه على ان انكار هذا الحكم منشاؤه انتفاء احد الامور الثلثة وهذا معنى قول الشيخ عبد القاهر هذا معنى دقيق يكون المتأمل عنده يعترف وينكر وبما ذكرنا ظهر ان هذا المعنى من فروع الجنس لانه معنى الجنس لكنه مشروط باعتبار امور زائدة عليه كالاستغراق والعهد الذهنى وكونه معلوم الاتصاف بالمسند وقوله لا يعدون الخ اى المتقون حقيقة المفلحون اى متحدون بتلك الحقيقة تأكيد للحكم بهم هم هذا ما عندى فى حل هذه العبارة الجزيلة التى لم يتعرض لحلها شارحوا الكشاف والناظرون فى هذا الكتاب* قال قدس سره بعد ما فصل فائدة الفصل*