ويحتمل أن تكون مصدريّة على رأي من رأى مجيئها كذلك ، وحينئذ لا حاجة إلى تقدير ضمير ، بل يكون المعنى وفي قوله.
و « كان » إن كانت ناقصة كان اسمها الضمير الراجع إلى « من » وكان خبرها محذوفاً ، أي لمن كان هناك أو حاضراً أو سائلاً ، أو لمن كان مفزعاً.
وإن كانت تامّة ، لم يكن لها إلاّ فاعل وهو الضمير.
فإن كان المراد الأوّل وكان « بيان » مصدراً ، فاللام في « لمن » للانتفاع أو للاختصاص أو للتبليغ ، أو بمعنى « عند » ؛ فعلى الثلاثة الأُول تكون متعلّقة بالبيان ، وعلى الأخير يكون الظرف مستقرّاً صفةً للبيان ، أو لغواً متعلّقاً بمعنى النسبة المفهومة من الجملة إن كانت اسمية ، وبالظرف الأوّل إن كان المرفوع فاعلاً له. وإن كان البيان بمعنى ما يبيّن به الشيء فاللام إمّا للانتفاع أو للاختصاص ، أو بمعنى « عند » والظرف إمّا مستقر صفة له ، أو لغواً متعلّق بالظرف الأوّل ، أو بمعنى النسبة المفهومة من الجملة.
وإن كان المراد الثاني وكان « البيان » مصدراً ، وكانت للتقوية أو الاختصاص; ويحتمل بعيداً أن تكون للانتفاع ؛ فعلى الأوّل يكون الظرف لغواً متعلّقاً بالبيان ، وعلى الأخيرين يكون مستقرّاً صفة للبيان ، أو لغواً متعلّقاً بالظرف الأوّل ، أو بمعنى النسبة ، وإن كان المراد الثالث ، جرى فيه ما جرى في الأوّل إلاّ كون اللام للاختصاص ، فإنّه لا يجري فيه.
وليعلم أنّه كلّما كان البيان مصدراً ولم يكن لامُ « لمن » للتقوية كان مفعول البيان محذوفاً ، أي بيان للمفزع لمن كان.
وإن لم يكن مصدراً ولم يكن المراد ب « من » ذلك المفزع ، كان مقدّراً أيضاً إمّا