غير أهل دينكم يعني النصرانيين (إِنْ أَنْتُمْ) يا معشر المسلمين (ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ) تجارا (فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ) يعني بديل (١) بن أبي مارية مولى العاص بن وائل السهمي (تَحْبِسُونَهُما) يعني النصرانيين ، تقيمونهما (مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ) يعني صلاة العصر (فَيُقْسِمانِ بِاللهِ) يقول فيحلفان بالله (إِنِ ارْتَبْتُمْ) يعني : إن شككتم ـ نظيرها في النساء الصغرى (٢) إن المال كان أكثر من هذا الذي آتيناكم به (لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً) (٣) يقول لا نشتري بأيماننا عرضا من الدنيا (وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) يقول ولو كان الميت (٤) ذا قرابة منا (وَلا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللهِ) إنّا إذا كتمنا شيئا من المال (إِنَّا [إِذاً] لَمِنَ الْآثِمِينَ) بالله فحلفهما (٥) النبي صلىاللهعليهوسلم عند المنبر بعد صلاة العصر ، وحلفا أنهما لم يخونا شيئا من المتاع ، فخلّى سبيلهما ، فلما كان بعد ذلك وجد الإناء الذي فقده (٦) عند تميم الداري ، قالوا : هذا كان من آنية صاحبنا الذي كان أدى بها ، وقد زعم تميم انه لم يبع ولم يشتر ، ولم ينفق على نفسه ، فقالا : قد كنا اشتريناه منه ، فنسينا أن نخبركم به. فرفعوهما إلى النبي صلىاللهعليهوسلم الثانية ، فقالوا : يا نبي الله إنا وجدنا مع هذين إناء من فضة من متاع صاحبنا فأنزل الله تعالى : (فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا) يقول : فإن اطّلع على انهما يعني النصرانيين كتما شيئا من المال أو خانا (فَآخَرانِ) من أولياء الميت ، وهما عبد الله بن عمرو بن العاص ، والمطّلب بن أبي وداعة السهميان (يَقُومانِ مَقامَهُما) يعني مقام النصرانيين (الَّذِينَ اسْتَحَقَ) الإثم (عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ) (٧) (فَيُقْسِمانِ بِاللهِ) يعني يحلفان بالله في دبر صلاة العصر ، أن الذي قالا في وصية صاحبنا حق ، وأن المال كان أكثر مما أتيتمانا به ، وأن هذا الإناء من متاع صاحبنا الذي خرج به معه وكتبه في وصيته ، وأنكما خنتما فذلك قوله تعالى (لَشَهادَتُنا) يعني عبد الله بن عمرو بن العاص ، والمطّلب بن أبي وداعة (أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما) يعني النصرانيين (وَمَا اعْتَدَيْنا) الشهادة عليكما ، يعني النصرانيين بشهادة المسلمين من أولياء الميت (إِنَّا إِذاً لَمِنَ
__________________
(١) بالأصل «بزيل» والمثبت بالدال عن مختصر ابن منظور ٥ / ٣١٦.
(٢) المراد هنا سورة الطلاق ، الآية : ٤.
(٣) قوله : «لا نشتري به ثمنا» مطموس بالأصل والمثبت عن مختصر ابن منظور ٥ / ٣١٧.
(٤) قوله : «ولو كان الميت» مطموس بالأصل والمثبت عن المختصر.
(٥) قوله : إنا لمن الآثمين فحلفهما مطموس بالأصل والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(٦) كذا بالأصل والأظهر «فقدوه».
(٧) قراءة الأعمش ويحيى بن وثاب وحمزة ، جمع أول على أنه بدل من «الذين» أو من الهاء والميم في «عليهم» (انظر القرطبي ٦ / ٣٥٩).