أشيعها والدمع من شدة الأسى |
|
على خدّها نظم وفي نحرها نثر (١) |
فبتّ وقلبي من شجعي غبيطها |
|
ولي لفت (٢) نحو هودجها كثر |
فهل عرفات عارفات بزورها |
|
وهل شعرت تلك المشاعر والحجر |
أما اخضر بطنان مكة ما ذوى |
|
أما أعشب الوادي ما أخضر الصخر |
شفى الله قوما حلّ رحلك بينهم |
|
سحائب لا قلّ جداها ولا نزر |
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أنشدنا محمّد بن الحسين حينئذ ، وأخبرنا أبو سعيد محمّد بن إبراهيم التستري ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن السّري بن بنّون (٣) التفليسي ، أنبأنا أبو عبد الرحمن السّلمي ، أنشدني علي بن أحمد الطّرسوسي ، أنشدني أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان لنفسه (٤) :
لم أؤاخذك إذ جنيت لأنّي |
|
واثق منك بالإخاء (٥) الصّحيح |
فجميل العدوّ غير جميل |
|
وقبيح الصّديق غير قبيح |
أنبأنا أبو السّعادات أحمد بن حمدان المتوكلي وأبو الحسن بن مرزوق وأبو غالب شجاع بن فراس بن الحسين ونقلته من خطه قال : وأنشدنا أبو بكر الخطيب ، أنشدنا أبو القاسم التنوخي ، قال : أنشدنا أبو الفرج الببغا ، قال : أنشدني أبو فراس بن حمدان لنفسه في صداع ناله (٦) :
لطيرتي بالصّداع نالت |
|
فوق منال الصّداع منّي |
وجدت فيه اتفاق سوء |
|
صدّعني منك (٧) صدّ عنّي |
قال : وأنشدنا أبو القاسم التنوخي ، أنشدني عبد العزيز بن علي الفقيه ، قال :
__________________
(١) في الديوان للمذكر : «أشيعه ... على خده نظم وفي نحره نثر» وبالأصل : وفي ثديها نثر وعلى هامشه : «الصواب : نحرها» وهو ما أثبت.
(٢) الديوان : فبت وقلبي في سجاق غبيطة ولي لفتات.
(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ١١ ووقع بالأصل «أبو بكر بن محمد» وما أثبت عن السير والأنساب (التفليسي) ، وبالأصل «بشور» والمثبت «بنون» عن السير ، وتصحفت في الأنساب إلى «بتون».
والتفليسي نسبة إلى تفليس آخر بلدة من بلاد أذربيجان مما يلي الثغر.
(٤) ديوانه ص ٤٩ ويتيمة الدهر ١ / ٧٢.
(٥) الديوان : لم أؤاخذك بالجفاء لأني ... بالوفاء الصحيح.
(٦) البيتان في ديوانه ص ١٧٢ ويتيمة الدهر ١ / ٨٠.
(٧) الديوان : مثل.