بيتا بيتا حتى هبوا فأقبلوا عليه والتفع ببته (١) ثم اضطجع ناحية ينظر إلينا ، لا والله ما ذاق مزعة وإنه لأحوجهم إليه ، فأصبحنا وما على الأرض منه إلّا عظم أو حافر.
قال أبو عبد الرّحمن : الصّرم : الأبيات العشرة أو نحوها ينزلون في جانب انتهى.
أبو عبد الرحمن الطائي هو الهيثم بن عدي.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني ، نبأنا القاضي أبو عبد الله المحاملي أنبأنا عبد الله بن أبي سعد ، حدثني ( ) (٢) بن توابة بن حميد ، عن جدي حميد قال : قالت امرأة حاتم لحاتم : يا أبا سفّانة إني لأشتهي أن آكل أنا وأنت طعاما وحدنا وليس عليه أحد ، قال : أواشتهيت ذلك؟ قالت : نعم ، قال لها : فوجّهي وبرّزي خيمتك حيث اشتهيت ، فحملت الخيمة من الجماعة على فرسخ ، وأمر بالطعام فهيّئ وهي مرخاة ستورها عليها وعليه فلما قارب نضج الطّعام كشف عن رأسه ثم قال (٣) :
فلا (٤) تطبخي قدري وسترك دونها |
|
عليّ ما إذا تطبخين حرام |
لكن بها ذاك اليفاع (٥) فأوقدي |
|
بجزل إذا أوقدت لا بضرام |
وكشف الستور ، وقدّم الطعام فدعا الناس فأكل وأكلوا فقالت : ما أتممت لي بما قلت. فأجابها بأني لا تطاوعني نفسي ، ونفسي أكرم عليّ من أن تثني عليّ هذا ، وقد سبق لي السّخاء وقال (٦) :
أمارس نفسي البخل حتى أعزّها |
|
وأترك نفسي الجود لا أستشيرها (٧) |
ولا تشتكيني جارتي ، غير أنّها |
|
إذا غاب عنها بعلها ، لا أزورها |
سيبلغها خيري ، ويرجع بعلها |
|
إليها ، ولم تقصر عليّ ستورها |
__________________
(١) البتّ كساء غليظ مهلهل ، وقيل من وبر وصوف (اللسان : بتت).
(٢) لفظة غير مقروءة بالأصل ، ورسمها «عنكم» وستأتي بعد أسطر ورسمها «غنم» كذا.
(٣) البيتان في ديوانه ط بيروت ص ٨٨.
(٤) في الديوان : لا تستري قدري إذا ما طبختها عليّ إذا ما ...
(٥) عن الديوان وبالأصل «البقاع».
(٦) الأبيات في ديوانه ص ٦٣.
(٧) البيت في الديوان :
أشاور نفس الجود حتى تطيعني |
|
وأترك نفس البخل لا أستشيرها |