وحملتك عليه في سبيل الله».
قال : قال لي : قد تزوجت بعد أبيك قال : قلت نعم ، قال : «بكرا أم ثيّبا»؟ قال : قلت ثيّبا ، قال : «فهلا تزوجت بكرا تضاحكك وتضاحكها وتلاعبها فتلاعبها». قال أبو نضرة : وكانت كلمة يقولها المسلمون تفعل كذا وكذا والله يغفر لك [٢٧٨٣].
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، أنا أبو محمد [عبد] العزيز بن أحمد الكتاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمد الحافظ ، أنا أبو زرعة محمد وأبو بكر أحمد ابنا عبد الله بن أبي دجانة ، نا أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز بن مروان الحلبي ، نا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي ، نا عطاء بن مسلم الخفّاف عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الزبير عن جابر قال : انصرفنا من غزوة تبوك فمرّ بي النبي صلىاللهعليهوسلم بالليل وجملي قد قام وأنا أحط عنه ، فقال : «من هذا»؟ قلت : جابر ، فقال : «ما لك؟» قلت : جملي قد قام وأنا أحط عنه فقال : «أردد عليه متاعك واركبه» ، فدنا إليه فمسّه فقام بي الجمل فجعلت لا أضبطه في السير. قال لي : «يا جابر تبيعني جملك؟» قال : قلت : نعم ، فقال : بكم؟ قلت : بدرهم ، قال : «لا يكون جمل بدرهم» ، قال : قلت بدر همين قال : «لا ، أخذته منك بأربعين درهما وحملناك عليه في سبيل الله».
قال : ثم قال : «يا جابر ، يوشك أن تأتي المدينة فتنام على فراشك» فقلت : يا رسول الله لا والذي بعثك بالحق ما لنا فراش ننام عليه إلّا أن أرضنا رملة فترشها بالماء فننام عليها ، ثم قال : «تزوجت؟» قلت : نعم قال : «بكر أم ثيّب؟» قال : قلت : ثيّب قال : «فهلّا تزوجت بكرا تلاعبها وتلاعبك؟» قال جابر : فأقام الجمل عندي زمان النبي صلىاللهعليهوسلم وأبي بكر وعمر ، وأتيت به عمر بن الخطاب فقلت : يا أمير المؤمنين هل لك بشيخ قد شهد بدرا والحديبية (١) قال : جيء به ، فبعث به إلى إبل الصدقة. فقال : ارعاه في أطيب المراعي ، واسقه من أعذب الماء فإن [توفي](٢) فاحفر له حفرة فادفنه فيها. قال عطاء : فعمر يحفظ جملا كان مع النبي صلىاللهعليهوسلم فهو بابنته أرحم [٢٧٨٤].
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا محمد بن العباس ، أنا
__________________
(١) بالأصل : «والحديبة» والصواب ما أثبت ، انظر معجم البلدان.
(٢) الكلمة غير مقروءة بالأصل ومشطوبة ، وعلى هامشه «لعله : توفي» وهو ما أثبتناه.