في جحري أبو ذؤيب ، وهو زوجي ، فطابت نفس حليمة وسرّت (١) بكل ما سمعت ، ثم خرجت به إلى منزلها ، فحدجوا (٢) أتانهم ، فركبتها حليمة وحملت رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين يديها وركب الحارث شارفهم فطلعا على صواحبهما بوادي السرر (٣) ، وهن مرتعات وهما (٤) يتواهقان فقلن : يا حليمة ما صنعت؟ فقالت : أخذت والله خير مولود رأيته قط ، وأعظمهم بركة. قال النسوة : أهو ابن عبد المطلب؟ قالت : نعم. قالت : قلت : فما روحنا (٥) منزلنا حتى رأيت الحسن (٦) من بعد نسائنا.
أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي ، أنبأنا أبو بكر [بن] المقرئ (٧) ، أنبأنا أبو يعلى حدثنا مسروق بن المرزبان الكوفي أبو سعيد ، والحسن (٨) بن حمّاد ـ ونسخته من حديث مسروق ـ قالا : أنبأنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال : قال محمد بن إسحاق عن جهم بن أبي جهم ، عن عبد الله بن جعفر ، عن حليمة بنت الحارث أم رسول الله صلىاللهعليهوسلم السعدية التي أرضعته قالت (٩) : خرجت في نسوة من بني سعد بن بكر نلتمس الرضغاء بمكة على أتان لي قمراء (١٠) ، قد أذنت (١١) بالركب فخرجت فرجنا في سنة شهباء لم تبق شيئا ومعي زوجي الحارث بن عبد العزّى قالت : ومعنا شارف (١٢) لنا ،
__________________
(١) عن ابن سعد ، وبالأصل «وبشرت».
(٢) بالأصل : «محرجو ابانهم» والمثبت عن ابن سعد.
(٣) السرر : واد بين مكة ومنى (ياقوت).
(٤) بالأصل : «وهن بين إهقان» والمثبت عن ابن سعد.
(٥) في ابن سعد : فما رحلنا من منزلنا.
(٦) كذا بالأصل وخع ، وفي ابن سعد : الحسد من بعض نسائنا.
(٧) سقطت من الأصل وأثبتت عن هامشه.
(٨) بالأصل : «الكوفي بن سعيد الحسن» والصواب عن المطبوعة.
(٩) بالأصل «قال» والمثبت عن سيرة ابن إسحاق ص ٢٦.
(١٠) قمراء : القمرة بالضم لون إلى الخضرة ، أو بياض فيه كدرة.
(١١) كذا بالأصل ، وفي خع وابن إسحاق «أذمت» وفي سيرة ابن هشام : أدمت.
وفي الروض : أذممت ، قال : تريد أنها حبستهم ، ويروى : أذمّت أي أذمت الأتان ، أي جاءت بما تذم عليه.
(١٢) الشارف : الناقة المسنة.