هاج (١) للقلب من جواه ادّكار |
|
وليال خلا لهن نهار |
ونجوم يحثّها قمر الليل |
|
وشمس في كل يوم تدار |
ضوأها يطمس العيون وارعاد |
|
شديد في الخافقين مطار |
وغلام وأشمط ورضيع |
|
كلهم في التراب يوما يزار |
وقصور مشيدة حوت الخير |
|
وأخرى خلت لهن (٢) قفار |
وكثير (٣) مما يقصّر عنه |
|
جوسة الناظر الذي لا يحار |
والذي قد ذكرت دلّ على الله |
|
نفوسا لها هدا واعتبار |
فقال النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام : «على رسلك يا جارود ، فلست أنساه بسوق عكاظ على جمل له أورق ، وهو يتكلم بكلام موثق ، ما أظن أني أحفظه ، فهل فيكم يا معشر المهاجرين والأنصار من يحفظ لنا منه شيئا» ـ وقال الصابوني : يحفظه. فوثب أبو بكر الصّدّيق ـ رضي الله تعالى عنه ـ قائما فقال : يا رسول الله إنّي أحفظه ، وكنت حاضرا ذلك اليوم بسوق عكاظ حين خطب فأطنب ورغّب ورهّب وحذّر وأنذر ، وقال في خطبته :
أيّها الناس ، اسمعوا وعوا ، وإذا وعيتم (٤) فانتفعوا. إنه من عاش مات ، ومن مات فات ، وكلما هو آت آت ، نبات ومطر (٥) ، وأرزاق وأقوات ، وآباء وأمهات ، وأحياء وأموات ، جميع وأشتات ، وآيات بعد آيات ، إن في السماء لخبرا (٦) ، وإن في الأرض لعبرا ، ليل داج ، وسماء ذات أبراج ، وأرض ذات ارتياج (٧) ، وبحار ذات أمواج ، ما لي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون؟ أرضوا بالمقام فأقاموا؟ أم تركوا هناك فناموا؟ أقسم
__________________
(١) صدره بالأصل وخع : :
هاج القلب من حواه ان كان
والمثبت عن البيهقي والمختصر.
(٢) كذا بالأصل وخع ، وفي البيهقي : «فهن» وفي المختصر : «فهي».
(٣) عن البيهقي والمختصر ، وبالأصل وخع «وكبير».
(٤) بالأصل وخع : دعيتم ، والمثبت عن البيهقي والمختصر.
(٥) كذا بالأصل وخع : وفي المصدرين السابقين : مطر ونبات.
(٦) بالأصل وخع : «لخيرا» والمثبت عن البيهقي والمختصر.
(٧) كذا بالأصل وخع ، وفي البيهقي : رتاج.