أشاح : إذا عدل بوجهه.
يفتر : يتبسم (١) وحب الغمام : البرد شبه ثغره به ، والغمام السحاب.
في دخوله جزء جزؤه بينه وبين الناس : يريد أن العامّة كانت لا تصل إليه في منزله في هذا الوقت ، ولكنه كان يوصّل إليها حظها من ذلك الجزء بالخاصة التي تصل إليه ، فتوصله إلى العامة.
وقوله يدخلون روادا جمع رائد ، وهو الذي يبعث به القوم يطلب الكلأ لهم ، فضرب لهم مثلا لما يلتمسون عنده من العلم والنفع في دينهم ودنياهم.
ولا يتفرقون إلّا عن ذواق : أصله الطعم ، ضربه مثلا لما ينالون عنده (٢) من الخير.
أدلّة أي يخرجون من عنده بما قد علموه فيدلّون الناس عليه ، وينبئونهم به وهو جمع دليل.
لا تؤبن : أي لا تقترف (٣) فيه. ولا تنثى فلتاته : أي لا يتحدث بهفوة أو زلة إن كانت في مجلسه. يقول : نثوت الحديث إذا أذعته. والفلتات : جمع فلتة وهي الزلة.
على رءوسهم الطير : يريدون أنهم يسكنون فلا يتحركون ، ويغضون أبصارهم فالطير لا يسقط إلّا على ساكن.
ولا يقبل الثناء إلّا عن مكافئ : أي إذا ابتدئ بمدح كره ذلك ، فإذا اصطنع معروفا فأثنى عليه مثن وشكره قبل ثناءه.
وهذا الإسناد على جهالة بعض نقلته ـ هو المحفوظ لهذا الحديث ـ أخرج الترمذي منه مواضع مقطعة في كتاب الشمائل عن سفيان بن وكيع ، وقد رواه أبو غسّان مالك بن إسماعيل ، عن جميع فقال : حدثني رجل بمكة عن ابن أبي هالة [٧١٦].
وأمّا حديث عائشة :
__________________
(١) في المطبوعة : أشاح : عدل بوجهه بغير تبسم. تحريف ، والمثبت يوافق عبارة الدلائل.
(٢) بالأصل وخع : «عنه» والمثبت عن الدلائل.
(٣) بالأصل وخع : لا تؤبن ولا تفرق فيه.