منطقه خرزات نظم (١) يتحدرن ، ربعة ، لا يأس (٢) من طول ، ولا تقتحمه عين من قصر ، غصن بين غصنين ، وهو أنضر (٣) الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا ، له رفقاء (٤) يحفون به ، إن قال أنصتوا لقوله ، وإن أمر تبادروا إلى أمره ، محفود محشود ، لا عابس ولا معتد.
قال أبو معبد : هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة ، ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا ، وأصبح صوت بمكة عاليا يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه وهو يقول :
جزى الله ربّ الناس خير جزائه |
|
رفيقين حلا (٥) خيمتي أمّ معبد |
هما نزلاها بالهدى واهتدت به |
|
فقد فاز من أمسى رفيق محمد |
فيا لقصيّ ما زوى الله عنكم |
|
به من فعال لا يجارى (٦) وسؤدد |
ليهن بني كعب مقام فتاتهم |
|
ومقعدها (٧) للمؤمنين بمرصد |
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها |
|
فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد |
دعاها بشاة حبائل فتحلّبت |
|
عليه صريحا ، ضرة الشاة مزبد (٨) |
فغادرها رهنا لديها لحالب |
|
يردّدها (٩) في مصدر ثم مورد |
فلما سمع بذلك حسان بن ثابت الأنصاري شاعر (١٠) رسول الله صلىاللهعليهوسلم شبّب (١١) يجاوب الهاتف وهو يقول :
لقد خاب قوم زال عنهم نبيّهم |
|
وقدّس من يسري إليه ويغتدي (١٢) |
__________________
(١) في الأصل وخع : «نظيم» والصواب مما سبق من رواية.
(٢) عن خع ، وبالأصل «بائن» مرّ تحقيق اللفظتين.
(٣) الأصل وخع ، وفي المطبوعة : «أنضر».
(٤) عن خع ، وبالأصل : رفقة.
(٥) في خع : «خلا» تحريف.
(٦) الأصل وخع وفي المطبوعة : يجازى.
(٧) في خع : «ومقعد».
(٨) في خع : مزيد.
(٩) في خع : «يرد رها» تحريف.
(١٠) في الأصل وخع : الشاعر ، شاعر.
(١١) سقطت من الأصل وخع ، واستدركت عما سبق من روايات ، وانظر المطبوعة (السيرة ١ / ٢٨٢).
(١٢) في خع : ويعتدي.