محمد بن عمر الأسلمي ، حدثني بكير بن مسمار (١) عن زياد مولى سعد قال : سألت سعد بن أبي وقاص هل خضب رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ فقال : لا ، ولا همّ به. قال : كان شيبه في عنفقته وناصيته ، لو شاء أعدها لعددتها (٢) قلت : فما صفته؟ قال : كان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير ، ولا بالأبيض الأمهق (٣) ولا بالآدم ، ولا بالسبط ولا بالقطط ، وكانت لحيته حسنة وجبينه صلتا مشربا بحمرة ، شثن الأصابع ، شديد سواد الرأس واللحية [٦٥٥].
كتب إليّ أبو علي الحسن بن أحمد الحداد ، وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله ، ثم حدثني أبو أحمد عبد الملك بن محمد بن عبد الملك المستملي قال : أنبأنا أبو علي الحداد ، أخبرنا أبو مسعود عبد الرحيم بن أبي الوفاء الحاجي قال : أنبأنا جدي لأمي أبو القاسم غانم بن محمد ، وأبو علي الحداد. قالا : أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، أنبأنا يحيى بن حاتم العسكري ، أنبأنا بشر بن مهران ، أنبأنا شريك ، عن عثمان بن المغيرة ، عن زيد بن وهب ، عن عبد الله بن مسعود قال : أول شيء علمته من أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قدمت مكة في عمومة لي ، فأرشدونا إلى العباس بن عبد المطلب فانتهينا إليه ، وهو جالس إلى زمزم (٤) ، فجلسنا إليه ، فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا ، أبيض تعلوه حمرة ، له وفرة جعدة إلى أنصاف أذنيه ، أقنى الأنف ، برّاق الثنايا ، أدعج العينين ، وكث اللحية ، رقيق المسربة ، شثن الكفين والقدمين ، عليه ثوبان أبيضان كأنه القمر ليلة البدر ، يمشي على يمينه غلام أبيض (٥) ، حسن الوجه مراهق ، أو محتلم تقوده (٦) امرأة قد سترت محاسنها حتى قصد نحو الحجر فاستلمه ، ثم استلم الغلام ، ثم استلمت المرأة ، ثم طاف بالبيت سبعا ، والغلام والمرأة يطوفان معه. قلنا : يا أبا الفضل إن هذا الدين لم
__________________
(١) بالأصل : «شمشار» وفي خع : «سمسار» والمثبت عن ابن سعد.
(٢) بالأصل «لأعدها أعدها لعدتها» والصواب عن ابن سعد.
(٣) الأمهق : الشديد البياض الذي لا يخالط بياضه شيء من الحمرة ، وليس بنير ولكن كلون الجص أو نحوه ، يقول فليس هو كذلك (دلائل البيهقي ١ / ٢٧٢).
(٤) غير واضحة بالأصل وخع ، والصواب عن مختصر ابن منظور ٢ / ٦٧.
(٥) في خع والمختصر : «أمرد» وفي المطبوعة (السيرة ١ / ٢٢٩) : أجرد.
(٦) في خع والمختصر : تقفوه.