فجاءت أمّ المنذر فأخبرت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فجاءها رسول الله صلىاللهعليهوسلم في منزل أم المنذر فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن أحببت أن أعتقك وأتزوجك فعلت ، وإن أحببت أن تكوني في ملكي أطأك بالملك فعلت؟» [٦٢٤] فقالت : يا رسول الله إنه أخف (١) عليك وعليّ أن أكون في ملكك فكانت في ملك رسول الله صلىاللهعليهوسلم يطأها حتى ماتت عنده.
قال (٢) وحدثني ابن أبي ذئب قال : سألت الزّهري عن ريحانة فقال : كانت أمة لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فأعتقها وتزوّجها ، فكانت تحتجب في أهلها فتقول : لا يراني أحد (٣) بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قال الواقدي : فهذا أثبت الحديثين عندنا. وكان زوج ريحانة قبل النبي صلىاللهعليهوسلم الحكم.
قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمد بن سعد (٤) ، أنبأنا محمد بن عمر ، أنبأنا عاصم بن عبد الله بن الحكم ، عن عمر قال : أعتق رسول الله صلىاللهعليهوسلم ريحانة بنت زيد بن عمرو (٥) بن خنافة وكانت عند زوج لها محبا لها مكرما. فقالت : لا استخلف بعده أبدا ، وكانت ذات جمال ، فلما سبيت بنو قريظة عرض [السبي على](٦) النبي صلىاللهعليهوسلم فكنت فيمن عرض عليه ، فأمرني فعزلت ، وكان [يكون له صفي](٧) في كلّ غنيمة ، فلما عزلت خار رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأرسل بي إلى منزل أم المنذر بنت قيس أياما حتى قتل الأسرى وفرق السبي ، ثم دخل عليّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم فتنحيت منه حياء ، فدعاني فأجلسني بين يديه فقال : «إن اخترت الله ورسوله اختارك رسول الله صلىاللهعليهوسلم لنفسه» [٦٢٥] فقلت : إني اختار الله ورسوله. فلما أسلمت أعتقني رسول الله صلىاللهعليهوسلم وتزوجني وأصدقني
__________________
(١) بالأصل وخع : «إن أحق» والمثبت عن الواقدي.
(٢) مغازي الواقدي ٢ / ٥٢١.
(٣) بالأصل وخع «أحدا» خطأ.
(٤) انظر طبقات ابن سعد ٨ / ١٢٩.
(٥) عن ابن سعد وبالأصل وخع : «عمر» وفي أسد الغابة ٦ / ١٢٠ عن ابن إسحاق : عمرو.
(٦) الزيادة عن ابن سعد ، سقطت من الأصل وخع.
(٧) بالأصل وخع : «يقول لي صيفي» والعبارة بين معكوفتين أثبتت مكان عبارة الأصل عن ابن سعد.