الوليد يريد دومة الجندل أخذ المفاوز ، واستأجر رافعا الطائي (١) يهديه ، واشترى خمسين شارفا (٢) فكبتها وأوجرها بعد وسقاها عللا ونهلا (٣) فكلما نزل منزلا نحر وجعل أكراشها على النار وشرب القوم منها ، حتى إذا شارفوا رمد رافع حتى لم يبصر. فقال رافع : ائتوني بغلام حديث (٤) قال : أروني الماء ثم قال للغلام : ما ترى؟ قال : أرى سدرا على موضع مرتفع فقال ذلك سدر دومة الجندل. وقال خالد بن الوليد : اقسم بالله لتركبن ، وقال خالد (٥) :
ضلّ ضلال رافع (٦) إني اهدى |
|
فوّز من قراقر إلى سوى (٧) |
خمسا إذا ما سارت الجيش بكا (٨) |
|
ما سارها من قبله أنس أرى (٩) |
أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو عبد الله ، أنا علي بن الحسن الربعي ، أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حبان ، أنا أبو العباس بن الزّفتي ، أنا محمد بن محمد بن مصعب الصوري ، نا محمد بن المبارك الصّوري ، نا الوليد بن مسلم : سمعت إسحاق بن أبي فروة (١٠) يحدث أن خالدا ومن معه هبطوا من ثنيّة الغوطة تقدمهم راية رسول الله صلىاللهعليهوسلم السوداء التي
__________________
(١) في فتوح البلدان ص ١١٤ : رافع بن عمير الطائي.
(٢) الشارف من النوق المسنة الهرمة (قاموس).
(٣) العلل : الشربة الثانية ، والنهل : الشربة الأولى.
(٤) أي فتيّ.
(٥) في فتوح البلدان : «ففيه يقول الشاعر» وفي البداية والنهاية ٧ / ١٠ «قال رجل من المسلمين» وفي الطبري ٣ / ٤١٦ : «فقال شاعر من المسلمين» والرجز في الطبري ٣ / ٤١٦ وفتوح البلدان ص ١١٤ والبداية والنهاية ٧ / ١٠ ومعجم البلدان «قراقر» باختلاف.
(٦) في الطبري وابن كثير : لله عينا رافع» وفي فتوح البلدان «لله درّ رافع».
(٧) في البداية والنهاية «نوى» وبقية المصادر كالأصل. وقراقر : ماء لكلب (فتوح البلدان ١١٤).
(٨) في المصادر : «سارها الجيش» وفي فتوح البلدان «رامه الجيش» وفي ياقوت : «الحبس» بدل الجيش.
(٩) في الطبري :
ما سارها قبلك إنسي يرى
وفي البلاذري :
ما جازها قبلك من إنس يرى
وفي ابن كثير :
قبلك إنسي
(١٠) في المطبوعة : مروة تحريف.