المغربة على أيلة وبعث يزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجرّاح وشرحبيل بن حسنة وأمرهم أن يسلكوا التبوكيّة من علياء الشام.
كذا قال ابن ماجد ، وإنما هو ابن ماجدة. كما تقدم.
أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو الحسن بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد ، أنا محمد بن عمر ، حدثني عبد الله بن وابصة العبسي ، عن أبيه ، عن جده قال : كنا مع خالد بن الوليد في الردّة أعوانا له ، فلما رجع إلى المدينة ومعه العرب رجعت العرب إلى أوطانها ، ورجعت عبس وطيء ومن كان من أسد إلى منازلهم ، حتى جاءهم النفير إلى الشام ، فقدموا المدينة فجعل أبو بكر يفرّق الجيوش على ولاته وهم ثلاثة : عمرو بن العاص ، وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان فخرجوا معهم إلى الشام.
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا أبو عبد الله محمد بن عائذ ، نا الوليد بن مسلم قال : سمعت أبا عمرو وغيره من أشياخنا يذكرون مغازي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ويقولون : صدق الله وعده نبيّه ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده. ثم ساق الكلام إلى ذكر تنفيذ جيش أسامة ، وبعث أبي بكر الجيوش لقتال أهل الرّدّة ثم قال :
حتى أتته وفود العرب مقرّة بما كانت أنكرت ، راجعة إلى ما كانت خرجت منه. فلما رأى أبو بكر حسن خلافة ربه نبيه صلىاللهعليهوسلم في تركته ، وجماعة أمته ، ومنّه عليهم بنصره على كل مصعّب ومكذّب وكفايته مئونته على كل مرتدّ ومرتاب ، وقوته عليهم جميعا ، واجتماع كلمتهم على الإيمان بالله ، والإقرار بتوحيده ، والعمل بفرائضه ، وشرائعه ، دعاهم إلى جهاد قيصر وكسرى ومن يليهما من أهل ملكهما ، وإقامة فريضة الله عليهم بذلك والعمل بسنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيما كان من مسيره بنفسه ، وجماعة أمته إلى قيصر ومن يليهم. فأجابه إلى ذلك جماعة من المهاجرين والأنصار ومهاجرة الفتح وأمداد أهل العالية واليمن. فاجتمع له منهم أربعة وعشرون ألفا وولّى عليهم الأمراء ، وعقد لهم الألوية ، وجهّزهم بما قدر عليه من الأموال والظهر ، ولم يرض ببعثه السرايا ولا