أن قدم عليهم خالد في التسعة آلاف فصاروا ستة وثلاثين ألفا.
قال ونا سيف عن أبي عثمان وأبي حارثة عن خالد وعبادة عن عبد الرحمن بن غنم (١) ، وشهدها. قال : كان أبو سفيان (٢) وأشياخ محامية ولا يجولون ولا يقاتلون ، يفيء [إليهم](٣) الناس ولا يأرزون. وكانت إذا كانت على الروم قال : وقالوا هلال (٤) بن الأصفر ، اللهم اجعله وجههم ، فإذا كانت على المسلمين قال : وقالوا يا بني الأحوى (٥) أين أين. اللهم اردد لهم الكرة ، فإذا كروا (٦) قالوا : بهن بنو الأحوى ، فإذا عملوا قالوا : اللهم أعنهم وأنصرهم حتى إذا فتح الله عزوجل على المسلمين من آخر الليل وقتلوهم حتى الصباح ثم أصبحوا فاقتسموا الغنائم ، ودفنوا قتلى المسلمين ، وبلغوا ثلاثة آلاف وصلّى كل أمير قوم على قتلاهم ، ودفع خالد بن الوليد العهد إلى أبي عبيدة بعد ما فرغ من القسم ودفن الشهداء وتراجع الطلب. فولّى أبا عبيدة النفل من الأخماس. فنفل ، فأكثروا الكتاب بالفتح والإرسال بالأخماس. وبعث أبا جندل بشيرا ، ووفّد قباث (٧) بن أشيم.
ح وأخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو الحسين ، أنا أبو طاهر ، أنا أبو بكر بن سيف ، أنا أبو عبيدة السري بن يحيى ، نا شعيب ، نا سيف ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبيه قال (٨) : لقي خالد مقدمه بالشام معينا لأهل اليرموك رجلا من روم العرب فقال : يا خالد إن الروم في جمع كثير مائتي ألف أو يزيدون. فإن رأيت أن ترجع على حاميتك فافعل.
فقال خالد : إن الروم في جمع كثير مائتي ألف أو يزيدون فقال خالدا : بالروم تخوفني! والله لوددت أن الأشقر يرى من توجيه ، وإنهم أضعفوا ضعفهم فزمهم الله عزوجل على يديه.
__________________
(١) عن خع وبالأصل «عتم» والخبر في ابن حبيش ١ / ٢٩٨.
(٢) عن ابن حبيش وبالأصل وخع : «أبو بكر» تحريف.
(٣) زيادة عن ابن حبيش ، ويأرزون : يلتجئون ، وفي ابن حبيش : يأوون.
(٤) كذا بالأصل وخع ولعلها : «هلاك» وفي ابن حبيش : هلك بنو ....
(٥) عن خع وبالأصل : الأخرى ، وفي ابن حبيش : الاخوان.
(٦) عن ابن حبيش ، وبالأصل وخع : كثروا.
(٧) عن خع وابن حبيش ، وبالأصل «فنائب».
(٨) الطبري ٣ / ٤٠٢ وابن حبيش ١ / ٣٠٠.