شهد يزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وقضاعي بن عامر. وكتب في رجب من سنة أربع عشرة (١).
أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد الله الخطيب ، أنا جدي أبو عبد الله الحسن ، أنبأ أبو الحسن [الربعي](٢) أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حبّان ، أنا أبو العباس بن الرّقّي ، أنبأ محمد بن محمد بن مصعب ، أنا محمد بن المبارك ، نا الوليد ، قال : وأخبرني من سمع يحيى بن يحيى الغساني يحدث عن الرجلين اللذين من قومه اللذين دخلا دمشق يتسوقان منها قبل حصارها. فبعث إليهما بطريقها فأمر أحدهما بالذهاب إلى معسكر المسلمين ليأتيه بخبرهم ثم رجع فخبّره بما خبّره به ، فمنعهما من الخروج كراهية أن يذيع خبرهما قالا (٣) : فبينا به نحن فيها إذ سمعنا التكبير حول المدينة. وجعل كل قوم من أهلها على ما يليهم من حائطها. قلنا (٤) : ممن اجعل معهم إلى باب الشرقي. فنزل خالد ومن معه دير خالد (٥) ونزل أبو عبيدة ومن معه ويزيد على باب الجابية. فبينا نحن على برج بابها الشرقي إذ نشب أصحاب خالد بن الوليد القتال ، ودنا رجل منهم في يده اليمنى السيف ، وفي يده اليسرى الدرقة فنادى بالبراز فقال لنا : ما يقول؟ قلنا : نقول إنه يدعو إلى المبارزة ، فانزلوا حبشيا كالبعير مستلئما (٦) في سلاحه ، فتدانى فضربه المسلم فقتله. ثم نادى بالبراز فأنزلوا إليه صاحب بندهم. أجلسوه على باب دلّوه ، فتدانى فضربه المسلم فقتله. ثم نادى بالبراز فقال : قل للشيطان يبارزك.
قال : وحدثنا (٧) الوليد عن (٨) يحيى بن حمزة ، عن راشد بن داود ، عن
__________________
(١) انظر نص كتاب خالد لأهل دمشق في فتوح البلدان للبلاذري ص ١٢٤.
(٢) زيادة عن خع.
(٣) عن خع وبالأصل «قال».
(٤) كذا وردت العبارة بالأصل وخع ، وفي المطبوعة : «فكنّا ممن أجفل معهم إلى باب الشرقي» وهذا مناسب أكثر.
(٥) دير خالد : هو دير صليبا بدمشق مقابل دير الفراديس. قال ابن الكلبي : هو على ميل من الباب الشرقي (معجم البلدان).
(٦) بالأصل وخع «مستلما» والمثبت عن مختصر ابن منظور ١ / ٢٠٤.
(٧) عن خع وبالأصل «ونادى».
(٨) بالأصل وخع «بن» تحريف.