والإقرار له بالفقه ; فالأقرب عندي قبول روايته وإن كان فاسد المذهب للإجماع المذكور. (١)
الثالث : انّ ابن داود ( ٦٤٨ ـ ٧٠٧ هـ ) قد فسّـر العبارة وفق ما ذكرناه حيث قال : أجمعت العصابة على ثمانية عشر رجلاً ، فلم يختلفوا في تعظيمهم غير انّهم يتفاوتون ثلاثة درج. (٢)
نعم ، دلالة العبارة على وثاقة هؤلاء دلالة التزامية ؛ وقد عرفت أنّ المعنى المطابقي هو صحّة حكاياتهم.
الرابع : انّ المحدّث الكاشاني ( المتوفّى عام ١٠٩١ هـ ) صاحب الوافي ، فسّـر العبارة على غرار ما ذكرناه ، قال في المقدمة الثانية من كتابه : إنّ ما يصحّ عنهم هو الرواية لا المروي. (٣)
ومراده من الرواية هو المعنى المصدري أي الحكاية والتحديث.
الخامس : قد نقل أبو علي في رجاله عن أُستاذه صاحب الرياض ( المتوفّى ١٢٣١ هـ ) أنّه قال : المراد دعوى الإجماع على صدق الجماعة ، وصحّة ما ترويه إذا لم يكن في السند من يتوقّف فيه ، فإذا قال أحد الجماعة : حدّثني فلان ، يكون الإجماع ، منعقداً على صدق دعواه واذا كان فلانٌ ضعيفاً أو غير معروف ، لا يجديه ذلك نفعاً ، وذهب إليه بعض أفاضل العصر وهو السيد مهدي الطباطبائي. (٤)
وعلى هذا فنتيجة العبارة : انّ أحداً من هؤلاء إذا ثبت انّه قال : حدّثني ،
__________________
١. الخلاصة : ٢١ ـ ٢٢ ، باب أبان ، برقم ٣.
٢. رجال ابن داود : ٢٠٩ ، خاتمة القسم الأوّل ، الفصل الأوّل.
٣. الوافي : ١ / ٢٧ ، المقدّمة الثانية ، الطبعة الحديثة.
٤. انظر المستدرك : ٢٥ / ٢٥ ؛ منتهى المقال : ١٠ ، الطبعة الحجرية.