ثانياً
: إن أراد الشيخ المفيد بكلامه هذا انّ أصحاب الصادق عليهالسلام
كانوا أربعة آلاف وكلّهم كانوا ثقاتاً ، فهذا أشبه بما عليه الجمهور من أنّ أصحاب
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كانوا كلّهم
عدولاً.
وإن أراد انّ أصحاب الصادق عليهالسلام كانوا كثيرين ، إلاّ أنّ الثقات منهم
كانوا أربعة آلاف ، فهذا أمر يمكن التسالم عليه ، لكنّه غير مفيد ، إذ لا سبيل إلى
معرفة الثقات منهم وتمييزهم عن غيرهم.
ثالثاً
: انّ الشيخ قد ضعّف عدّة من أصحاب الصادق عليهالسلام
، فقال : في الباب المختص بهم :
إبراهيم بن أبي حبّة ضعيف ، الحارث بن
عمر البصري أبو عمر ضعيف الحديث ، عبد الرحمن بن الهلقام ضعيف ، عمرو بن جميع
البصري الأزدي ضعيف الحديث ، محمد بن حجّاج المدني منكر الحديث ، محمد بن عبد
الملك الأنصاري الكوفي ضعيف ، محمد بن مقلاص الأسدي الكوفي : ملعون غال.
إلى غير ذلك من العبارات في حقّ بعض
أصحاب الإمامعليهالسلام ، فكيف يمكن
أن يقال : إنّ كلّ ماجاء به رجال الشيخ ، نفس ما ذكره الشيخ المفيد؟!
رابعاً
: انّ المتبادر من أمثال عبارة الشيخ
المفيد الواردة في مقام الإطراء والثناء ، هو وجود كثرة معتدّ بها من الثقات بين
أصحاب الإمام عليهالسلام
، لا انّ الوثاقة تعمّهم بلا استثناء ، وهذا نظير من يصف طلاب الجامعة بالذكاء
والفطنة ، فلا يبغي من وراء كلامه هذا ، ذكاء الجميع دون استثناء بل غالبيتهم.
ثمّ إنّ في كلام الشيخ إلماعاً إلى ما
ذكرناه ، حيث قال : مع اختلافهم في