مضافاً إلى وجود روايات أُخرى تأمر
بترجيح أحد الخبرين على الآخر بصفات الراوي
وإن كان الراوي غير قاض ولا حاكم.
الثالث : ظاهرة الوضع والتدليس في الحديث
من قرأ تاريخ الحديث يقف على وجود
الوضّاعين والمدلّسين والمتعمّدين للكذب على اللّه ورسوله في أوساط الرواة ، ومع
هذا كيف يصحّ للمجتهد الإفتاء بمجرّد الوقوف على الخبر من دون التعرّف على صفات
الراوي حيث لا يميّز الكذّاب والمدلّس عن غيرهما إلاّ بعلم الرجال؟!
قال الإمام الصادق عليهالسلام : « إنّا ـ أهل بيت ـ صادقون لا نخلو
من كذّاب يكذب علينا ، فيُسقط صِدقُنا بكذبه علينا عند الناس ».
ولأجل هذا التخليط من المدلّسين ، أمر
أئمّة أهل البيت عليهمالسلام
أتباعهم بعرض الحديث على الكتاب والسنّة ، فما وافق كتاب اللّه وسنّة نبيّه فيؤخذ
به ، وما خالفهما فيضرب عرض الجدار.
الرابع : سيرة العلماء
قد جرت سيرة مشاهير علمائنا منذ عصر
الأئمّة إلى يومنا هذا على الرجوع إلى التفتيش عن أحوال الرواة وصفاتهم ، وميزان
ضبطهم ودقّتهم ؛ وقد قام غير واحد من الأصحاب بتدوين علم الرجال في عصر الأئمّة ، نذكر
منهم على سبيل المثال :
١. عبد اللّه بن جبلة الكناني (
المتوفّى عام ٢١٩ هـ ) كان من أصحاب الإمام