ذكره في خصوص ابن أبي عمير من الرجال الثلاثة كما عرفت.
وعلى هذا فقد اطّلع الشيخ على نظرية مجموعة كبيرة من علماء الطائفة وفقهائهم في مورد هؤلاء الثلاثة وأنّهم كانوا يسوّون بين مسانيدهم ومراسيلهم ، وهذا يكفي في الحجّية ، ومفادها توثيق جميع مشايخ هؤلاء ، وقد عرفت أنّه لايحتاج في التزكية إلى أزيد من واحد ، فالشيخ يحكي اطّلاعه على عدد كبير من العلماء ، يُزكّون عامّة مشايخ ابن أبي عمير ، ولأجل ذلك يسوّون بين مراسيله ومسانيده.
والسابر في فهرست الشيخ ورجاله يذعن بإحاطته بالفهارس وكتب الرجال ، وأحوال الرواة ، وانّه كانت تحضره مجموعة كبيرة من كتب الرجال والفهارس ، وكان في نقضه وإبرامه وتعديله وجرحه ، يصدر عن الكتب التي كانت تحضره ، أو الآراء والنظريات التي سمعها من مشايخه وأساتذته.
ونجد التصريح على التسوية من علماء القرن السابع إلى هذه الأعصار نذكر أسماء بعضهم :
١. السيد علي بن طاووس ( المتوفّى عام ٦٦٤ هـ ) ، قال : مراسيل محمد بن أبي عمير كالمسانيد عند أهل الوفاق. (١)
٢. المحقّق الحلّي ( المتوفّى عام ٦٧٦ هـ ) قال : عمل الأصحاب بمراسيل ابن أبي عمير. (٢)
٣. الفاضل الآبي ( كان حيّاً عام ٦٧٢ هـ ) قال : إنّ الأصحاب تعمل بمراسيل ابن أبي عمير. (٣)
__________________
١. فلاح السائل : ٢٨٤ ، وجعله محقّق الكتاب بين المعقوفين وقال : ليس في الأصل ما بين المعقوفين.
٢. المعتبر : ١ / ٤٧.
٣. خاتمة مستدرك الوسائل : ٢٣ / ١٢٠ ، الفائدة الخامسة.