كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (٣) إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤))
تفسير المفردات
(الر) تقدم أن قلنا إنها حرف تنبيه كألا وتقرأ بأسمائها ساكنة فيقال : (ألف لام ، را) وإحكام البناء كالقصر والحصن : إتقانه حتى لا يقع فيه خلل ، وتفصيل العقد بالفرائد : جعل خرزة أو مرجانة بلون بين كل خرزتين من لون آخر ، والمتاع :
كل ما ينتفع به فى المعيشة وحاجة البيوت ، والأجل المسمى : هو العمر المقدر.
المعنى الجملي
جاءت هذه الآيات فى أصول الدين وهى القرآن وما بيّن فيه من توحيد الله وعبادته وحده والإيمان برسله والبعث والجزاء فى اليوم الآخر.
الإيضاح
(الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) أي هذا كتاب عظيم الشأن جليل القدر ، جعلت آياته محكمة النظم والتأليف واضحة المعاني ، لا تقبل شكا ولا تأويلا ولا تبديلا ، كأنها الحصن المنيع الذي لا يتطرق إليه خلل ـ وجعلت فصولا متفرقة فى سورة ، تبين حقائق العقائد والأحكام والمواعظ وجميع ما أنزل له الكتاب من الحكم والفوائد ، فكأنها العقد المفصّل بالفرائد ، ولا عجب فقد أنزلت من لدن حكيم يقدر حاجة عباده ، ويعطيهم ما فيه الخير لهم ، خبير بعواقب ذاك ومصادره وموارده.
(أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ) أي أحكمت وفصلت بألا تعبدوا إلا الله ، أي نزل هذا القرآن المحكم المفصّل لعبادة الله وحده لا شريك له ،