قوله : (يستحبّ صلاة الاستسقاء).
الاستسقاء : طلب السقي من الله تعالى عند الحاجة ، ويكون بالدعاء ، كما ورد في «الصحيفة السجاديّة» وغيرها (١).
بل لا تأمّل في جواز الدعاء بأيّ نحو كان عند الحاجة ، للعمومات ، ويكون بالصلاة أيضا أي بالصلاة الموظّفة له ، وإلّا فالصلاة لطلب الحاجة بعدها ، أو لحصول القرب لأن تقضى الحاجة بعدها أمر على حدة.
والصلاة عبادة توقيفيّة لا بدّ من ثبوتها من الشرع بحسب الكيفيّة والماهيّة ، وكونها مطلوبة لأمر كذا.
أمّا المطلوبيّة ؛ فبعنوان الاستحباب مجمع عليها بين الأصحاب.
بل في «المنتهى» : إنّه إجماع من أهل العلم سوى أبي حنيفة ، فإنّه قال : لا تسنّ لها الصلاة بل الدعاء (٢).
ويدلّ عليه بعد الإجماع فعل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣) ، وغيرها من الأئمّة عليهمالسلام ، مثل عليّ والرضا عليهماالسلام (٤) ، بل الحسنين عليهماالسلام أيضا على الظاهر (٥) ، ولعلّ غيرهم أيضا فعل ، لكن الآن ليس ببالي.
__________________
(١) راجع! الصحيفة السجاديّة الجامعة : ١٠٧ و ١٠٨ ، من لا يحضره الفقيه : ١ / ٣٣٥ ـ ٣٤٠.
(٢) منتهى المطلب : ٦ / ١١٣ ، لاحظ! شرح فتح القدير : ٢ / ٩١.
(٣) الكافي : ٣ / ٤٦٢ الحديث ٢ ، من لا يحضره الفقيه : ١ / ٣٣٨ الحديث ١٥٠٥ ، تهذيب الأحكام : ٣ / ١٤٩ الحديث ٣٢٣ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٥ الحديث ٩٩٨٨ ، ٧ الحديث ٩٩٩٣ و ٩٩٩٥.
(٤) بحار الأنوار : ٨٨ / ٢٩٣ ـ ٢٩٥ و ٣١١ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ٢ / ١٧٩ الحديث ١ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٨ الحديث ٩٩٩٧.
(٥) لم نعثر عليه في مظانّه.