ويمكن أن يجعل مرسلة الوشّاء السابقة (١) وما وافقها من الأخبار شاهدا على الكراهة.
وفي رواية عمّار عن الصادق عليهالسلام : أنّه سأله عن ماء شرب منه باز أو صقر أو عقاب؟ فقال : «كلّ شيء من الطير يتوضّأ ممّا يشرب منه ، إلّا أن ترى في منقاره دما ، فإن رأيت في منقاره دما فلا تتوضّأ منه ولا تشرب» (٢).
وفي صحيحة ابن مسلم عن أحدهما عليهماالسلام : «لا بأس أن تتوضّأ بفضل السنور إنّما هي من السباع» (٣).
ومثلها صحيحة زرارة (٤) ، وحسنة [ابن] شريح عن الصادق عليهالسلام (٥).
والعلّة المنصوصة حجّة ، فيظهر منها طهارة السباع كلّها من الطيور كانت أو غيرها.
ومقتضى هذه الروايات أيضا طهارة الحيوان بزوال عين النجاسة ، بل بعدم العلم ببقائها وعدم رؤيتها ، كما ذكرنا في الرواية السابقة.
وأمّا الآدمي ؛ فقيل : يكفي للحكم بطهارته غيبته ، بحيث يمكن فيها الإزالة (٦) ، وهو مشكل لعدم دليل على ذلك.
__________________
(١) راجع! الصفحة : ٥٠٥ و ٥٠٦ من هذا الكتاب.
(٢) تهذيب الأحكام : ١ / ٢٢٨ الحديث ٦٦٠ ، الاستبصار : ١ / ٢٥ الحديث ٦٤ ، وسائل الشيعة : ١ / ٢٣٠ الحديث ٥٩٠.
(٣) تهذيب الأحكام : ١ / ٢٢٥ الحديث ٦٤٤ ، الاستبصار : ١ / ١٨ الحديث ٣٩ ، وسائل الشيعة : ١ / ٢٢٧ الحديث ٥٨١ مع اختلاف يسير.
(٤) الكافي : ٣ / ٩ الحديث ٤ ، تهذيب الأحكام : ١ / ٢٢٧ الحديث ٦٥٥ ، وسائل الشيعة : ١ / ٢٢٧ الحديث ٥٨٠.
(٥) تهذيب الأحكام : ١ / ٢٢٥ الحديث ٦٤٧ ، الاستبصار : ١ / ١٩ الحديث ٤١ ، وسائل الشيعة : ١ / ٢٢٦ الحديث ٥٧٦.
(٦) الحدائق الناضرة : ١ / ٤٣٤ و ٤٣٥.