الصدغ هو الشعر المتدلّي بين العين والاذن ، أو منبت ذلك الشعر ، دون مجموع ما بين العين والاذن.
والمحقّق الشيخ علي اقتصر في تعريف الصدغ بقوله : ما حاذى العذار فوقه ، ثمّ عرّف العذار بما ذكرنا (١).
مع احتمال أن يكون المراد في الحديث وكلام المشهور أنّ الصدغ بأجمعه ليس من الوجه ، وإن كان قليل منه من الوجه (٢) ، لا أنّ مجموع الصدغ خارج عنه.
لا يقال : مقتضى كلام اللغوي كون فهمهما حقّا ، لأنّ الصدغ على ظاهر تعريفه لا يكون بأجمعه خارجا عن الوجه ، كما اعترف ، والظاهر من الحديث خروج المجموع عنه.
لأنّا نقول : على فهمهما أيضا لا يكون المجموع خارجا ، لأنّ الإصبعين يشملان ما زاد عن العين ، ولا يقتصران على العين جزما ، ولا ينتهي رأسهما إلى منتهى العين قطعا (٣).
نعم ؛ على فهمهما يكون ما دخل أقلّ منه على فهم المشهور ، وقد عرفت أنّ المشهور أيضا يقولون بخروج الصدغ ، بل هو إجماعي ، فكلّما قلنا من طرف المشهور ، فهو لازم على فهمهما أيضا.
ومجرّد الأقليّة في الدخول لا يرفع اللزوم ، ولا يدفع ما ذكرناه من الأدلّة والشواهد على ما فهمه المشهور.
واعلم! أنّ المراد من القصاص ، ما هو بالنسبة إلى وسط الناصية ، لا ما هو
__________________
(١) جامع المقاصد : ١ / ٢١٣.
(٢) لم ترد في (ك) : وإن كان قليل منه من الوجه.
(٣) في (ك) : رأسهما منه إلى العين قطعا.