القصاص منتهيا إلى الذقن. إلى أن قال : وتمّت الدائرة المستفادة من قوله عليهالسلام : «مستديرا» (١).
وفيه ؛ أنّه مع كونه معنى غريبا بحسب فهم العرف لم يسبق إلى ذهن أحد منهم غير صحيح أيضا ، لأنّ الابتداء في الدوران من قصاص الشعر إلى الذقن ، معناه ليس إلّا أنّ من ابتداء القصاص يكون الدوران والاستدارة ، فيكون الإصبعان يدوران ويستديران أوّل القصاص وابتداءه ، ثمّ بعده يدوران أيضا مستديرين في كلّ جزء جزء من الوجه إلى أن تنتهي الاستدارة إلى الذقن ، ففي الذقن ومنتهاه أيضا يدوران ، وهذا منتهى دورهما.
وهذا محال ، بل محالات لا تحصى ، لأنّها عبارة عن استدارات للإصبعين لا تعدّ ولا تحصى ، أوّل تلك الاستدارات من القصاص وآخرها إلى الذقن ، وفي الخطّ الأوّل من خطوط الوجه كيف يمكن أن يتحقّق دوران الإصبعين مستديرين؟
فإنّ هذا الدوران لا يمكن تحقّقه إلّا في سعة مساوية لمجموع سعة الوجه ، فكيف يمكن تحقّقه في خطّ لا سعة له أصلا؟ بل يكون له طول خاصّة.
وقس على هذا الخطوط التي يقع الدوران المذكور في كلّ واحد واحد منها إلى أن ينتهي الخطوط بالخطّ الأخيري الذي يكون وسط الذقن أو آخره.
فظهر أنّ المراد من الدوران ليس إلّا جريان الإصبعين ، ولذا نبّه ـ صلوات الله عليه ـ على ذلك بقوله : «وما جرت عليه الإصبعان من الوجه مستديرا فهو من الوجه» ، لأنّه عطف تفسير ، كما لا يخفى.
وأمّا على فهمهما ؛ فلا يمكن تحقّق الدوران من ابتداء القصاص إلى الذقن ، بل القصاص والذقن منتهى تحقّق الدائرة من الطرف الطولي خاصّة ، مع أنه لا معنى
__________________
(١) الحبل المتين : ١٤.