لا يفعل ويعلم ما لا يعمل (١). إلى غير ذلك من أمثال ما ذكر.
فكيف في المقامات الكثيرة يكونون يبولون ويتغوّطون تجاه القبلة أو مستدبرا إيّاها ويبنون أمرهم أيضا على أن يكون جميع من في بيوتهم من العيال والخدم والحشم ، والصادر والوارد من الشيعة ، وغيرهم يكون دأبهم وطريقتهم البول والغائط إلى القبلة ، أو مستدبرا في بيوت أنفسهم؟ حاشاهم ثمّ حاشاهم عن تجويز ذلك مرّة بالنسبة إلى واحد ، فضلا عن الجميع في جميع الأوقات ، فإنّ القطع حاصل لنا بأنّ الأمر لم يكن كما توهّم المتوهّم.
فلعلّ المنزل لم يكن منزله عليهالسلام ، بل كان نازلا فيه على سبيل العارية والإجارة ، لأنّ الظاهر أنّ ما رآه كان في خراسان ، وهو عليهالسلام في خراسان كان يدور مع الخليفة غالب الأحوال في البلدان والأطراف ، أو كان ابن بزيع متوهّما ، مع أنّ البناء كذلك لا يستلزم الجلوس كذلك من دون الانحراف ، سيّما في البيوت العارية التي كان ينزلها يوما أو يومين مثلا.
وفي لفظ المنزل إشعار بذلك ، مع أنّه يحتمل أن يكون الموضع لم يكن خلاء ، بل كان بشكل الخلاء لأجل الاغتسال ، أو استعمال آخر ، فتوهّم ابن بزيع كونه خلاء.
مع أنّه قال : كنيف ، ولم يقل : خلاء ، وما هو مثله في كونه نصّا في المبال ومحلّ التغوّط ، والكنيف في اللغة غير مختصّ ببيت الخلاء (٢).
مع أنّ الكنيف اسم للموضع الذي يستر فيه حال البول والتغوّط ، لا الموضع الذي يجلس عليه حالهما ، فالمعنى : أنّ البيت الذي يستر فيه حالهما مستقبل القبلة ،
__________________
(١) لاحظ! الكافي : ١ / ٤٤ باب استعمال العلم.
(٢) لاحظ! الصحاح : ٤ / ١٤٢٤ ، القاموس المحيط : ٣ / ١٩٩.