ظاهرة في الاشتراط لقوله عليهالسلام : «ليس الاستسقاء هكذا». إلى آخره.
ومستند الثاني : خلوّ أكثر الأخبار الواردة الظاهرة في مقام الحاجة ، وحكاية التسوية بينها وبين صلاة العيدين ، ولعلّه أقوى ، إلّا أنّ الأوّل أحوط.
وأمّا كون اليوم الثالث هو الاثنين ؛ فلما ورد في رواية محمّد بن خالد المشهورة ، حيث قال الراوي للصادق عليهالسلام : متى يخرج جعلت فداك؟ قال : «يوم الإثنين» (١).
لكن ربّما وقع التأمّل من بعض من جهة السند ، وكون محمّد بن خالد القسري من أتباع بني اميّة وحكّامهم (٢) ، وهم كانوا يعظمون الاثنين ويطلبون بركته.
مع أنّه لا شكّ في أنّ هذا الإرشاد من الصادق عليهالسلام كان يشتهر إلى أن يصلّ إلى السلطان وسائر بني اميّة.
كما أنّه اشتهر بين أهل المدينة ، وكانوا يقولون : هذا من تعليم جعفر عليهالسلام ، وإن كان محمّد بن خالد كان له ميل ومحبّة ، بل الظاهر كونه من الشيعة ، ولذلك كان يراجع في غير المقام أيضا إلى الصادق عليهالسلام ، على وجه يشير إلى تشيّعه.
وأيضا ربّما كان الأمر بالخروج يوم الإثنين من جهة صياح أهل المدينة إلى محمّد بن خالد يوم الجمعة ، وبعثه فيه إلى الصادق عليهالسلام.
ولذلك قال عليهالسلام : «قل له : يخرج ويأمر الناس بصيام ثلاثة أيّام ، فاتّفق الوقوع في يوم الإثنين من جهة تشديد أهل المدينة ، وعدم رضائهم بالتأخير ، وإلّا لما كان له مدخليّة في هذه الصلاة.
__________________
(١) الكافي : ٣ / ٤٦٢ الحديث ١ ، تهذيب الأحكام : ٣ / ١٤٨ الحديث ٣٢٢ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٥ الحديث ٩٩٨٩.
(٢) بحار الأنوار : ٨٨ / ٣١٢.