ومن أدلة الامامة عند الشيعة حديث الطائر ، فقد ذكر الصدوق أن رسول الله قال : « اللهم ائتني باحب خلقك إلى يأكل معي هذا الطائر ... » وكان هذا الحديث من الأحاديث التي احتج بها علي لبيان فضله يوم الشورى (١).
واكد ابن رستم هذا الحديث حين ذكر أن عليا احتج على الناس يوم الشورى قال: « فانشدكم الله هل فيكم أحد يوم اتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالطير فقال اللهم إئتني باحب خلقك يأكل معي من هذا الطير غيري قالوا : اللهم لا » (٢).
ويؤكد الشيخ المفيد دلالة هذا الحديث على الإمامة ، فيقول أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حين دعا « اللهم ائتني بأحب .... فجاءه أمير المؤمنين فأكل معه وقد ثبت انه أحب الخلق إلى الله تعالى وأفضلهم عنده ، وإذا صح أنه أفضل خلق الله تعالى ثبت إنه كان الإمام » (٣).
وهناك جملة أخرى من الأخبار والأحاديث التي وردت بحق علي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والتي استدلت بها الشيعة على إمامته.
فقد ذكر أبو حنيفة النعمان المغربي قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « علي مني وأنا منه وهو ولي كا مؤمن ومؤمنة بعدي. فدل بذلك أنه امام مفترض الطاعة » (٤).
وذكر الصدوق قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أقضاكم علي ، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة ، والحق مع علي وعلي مع الحق لا يفترقان حتى يردا على الحوض ، وقوله وليك في الجنة وعدوك في النار ، وهذه أيضا من الخصال التي احتج بها علي وهي دليل فضله وإمامته (٥).
__________________
(١) الصدوق : الخصال ج ٢ ص ١١٩.
(٢) ابن رستم : المسترشد ص ٧١.
(٣) المفيد : الإفصاح في إمامة علي ص ٧.
(٤) أبو حنيفة النعمان المغربي : دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٠ وانظر الطوسي : لأمالي ج ١ ص ٣٤٢.
(٥) الصدوق : الخصل ج ٢ ص ١٢٠ ـ ١٢٦.