ومما رواه جابر الجعفي قال : أخبرني وصي الأوصياء قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعائشة : لا تؤذيني في علي إنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين ... (١) فوصي الأوصياء يقصد به علي بن أبي طالب.
ومنها قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم له « أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي ، وهذا ولي وأنا وليه عاديت من عادى وسالمت من سالم » (٢).
فهذه الأقوال من جملة ما استدلت به الشيعة على إمامة علي بن أبي طالب بعد الرسول.
وترى الشيعة أن هذه الخصال اجتمعت في علي والتي إنفرد بها قد هيأته لمقام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال ابن دأب : « ثم نظر الناس وفتشوا في العرب وكان الناظر في ذلك أهل النظر فلم يجتمع في أحد خصال مجموعة للدين والدنيا إلا بالاضطرار على ما أحبوا وكرهوا إلا في علي بن أبي طال » (٣).
ولعل أهم حديث اعتمدته الشيعة في استدلالها على خلافة أو إمامة علي بن أبي طالب ما قاله النبي لعلي بعد حجة الوداع حين نزل في غدير خم. ولحديث الغدير أهمية تاريخية كبيرة فقد رواه جمهور من المؤرخين وأجمعت المصادر الامامية على روايته وروته مصادر غير إمامية. وتظهر أهمية غدير خم فيما بني عليه من اراء في الإمامة عند الشيعة (٤).
واقدم من ذكر حديث الغدير سليم بن قيس ، قال : « سمعت أبا سعيد الخدري يقول : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دعا الناس بغدير خم فأمر بما
__________________
(١) الطبرسي : أعلام الورى بأعلام الهدى ص ١٨٩.
(٢) ابن المطهر : منهاج الكرامة ص ١٦٩ ـ ١٧٣.
(٣) ذكر ذلك المفيد في الاختاص ص ١٤٤ نقلاً عن كتاب فضائل علي لابن دأب والكتاب غير موجود ، وابن دأب هذا من أهل الحجاز وكان معاصراً لموسى الهادي العباسي ، وكان أكثر أهل عصره أدباً وعلماً ومعرفة بأخبار الناس ، وقد روى عنه صاحب أخبار العباس الورقة ١٢ آ.
(٤) انظر كتاب الغدير : الأميني في ١٢ مجلداً ذكر فيه حديث الغدير وأهميته ومن رواه من الصحابة والمؤرخين وأهميته في الإمامة والأشعار التي قيلت فيه.