وشركاً فإنا لله وإنا إليه راجعون ، وعند الله عز وجل احتسبكم من عصبة » (١).
وكذلك نصح الرضا محمد بن جعفر حيث قال له : « يا عم لا تكذب أباك ولا أخاك فإن هذا الأمر لم يتم » (٢).
ويذكر الصدوق أن الرضا لم يؤيد أخاه زيد بن موسى حينما خرج « عنفه وخلى سبيله وحلف أن لا يكلمه أبداً ما عاش » (٣).
أما الشيعة الإمامية ، فقد سلكت سبيلاً آخر غير الذي سلكته الشيعة الزيدية فبعد مقتل الحسين وانتقال الإمامة إلى ابنه على ( زين العابدين ) لم تقم الشيعة بحركة ضد السلطة ما عدا حركة المختار والتوابين وكانت هاتان الحركتان إنما قام بها عدد من الشيعة الذين أيدوا آل البيت ولكنهم لم يدعوا إلى إمام معين ولم يقدهم إمام أو يأمرهم بالثورة إمام كما رأينا.
وقد ولد علي بن الحسين سنة ٣٨ هـ في حياة علي بن أبي طالب وقتل جده وله سنتان ، وقتل أبو الحسين في كربلاء وله ثلاث وعشرون سنة وشهد يعينه مصرع إخوانه وأعمامه (٤).
ثم عاصر الأمويين وشاهد شهدتم على العلويين والشيعة فانقاهم إلى درجة أنه بايع ليزيد بن معاوية على أنه عبد قن بعد أن رأى كثرة القتل في المسلمين بعد وقعة الحرة فاظطر إلى هذه البيعة ليقتدي به الناس ويتخلصوا من القتل (٥).
ثم ظهر المختار بن أبي عبيد الثقفي في أيامه يطلب بثأر الحسين وتبعه جماعة من الشيعة فلعنه علي بن الحسين على باب الكعبة وأظهر
__________________
(١) الأصفهاني : مقاتل الطالبيين ص ٤٤٧.
(٢) الصدوق : عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٢٠٧.
(٣) ن. م ج ٢ ص ٢٣٣.
(٤) ابن سعد : الطبقات ج ٥ ص ١٥٧.
(٥) اليعقوبي : التاريخ ج ٢ ص ٢٢٣.