أبوابكم وفتحت بابه ولكن الله أمرني بسد أبوابكم وفتح بابه قالوا : اللهم نعم ، قال : افتقرون أن عمر حرص على كوة قدر عينيه يدعها من منزله إلى المسجد فابى عليه ثم قال : ان الله أمرني أن ابني مسجداً طاهراً لا يسكنه غيري وغير أخي وابنيه (١) ، وقد ذكر علي ذلك حينما ذكرت الأنصار وقريش أمجادها وفضلها فاحتج عليهم بانهم إنما نالوا هذا الفضل برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو أخو رسول الله واحق الناس به » (٢).
ويذكر الصدوق أن الله أمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بسد الأبواب وترك باب علي فهو متبع لما يوحى إليه من ربه ، ويذكر هذا أيضا في جملة الخصال التي عدها لعلي على أبي بكر (٣).
ويذكر ابن رستم رواية عن ابن عباس قال : حين طعن عمر دخل عليه فكان بينهما حديث فقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المخصوص بسكنى المسجد وأن علي أولى الناس به (٤).
ويقول ابن المطهر أن الشيعة لما رأت فضائل علي واتفاق الجمهور على هذه الفضائل جعلوه إماما ويذكر رواية عن عامر بن واثلة قال : « كنت مع علي يوم الشورى فسمعت عليا يقول لهم : لا حتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم تغيير ذلك ثم قال : انشدكم الله أيها النفر جمعياً هل فيكم أحد وحد الله قبلي؟ ... ثم قال : فانشدكم بالله اتعلمون أنه أمر بسد أبوابكم وفتح بابي فقلتم في ذلك فقال رسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما أنا سددت أبوابكم ولافتحت بابه بل الله ... » (٥) فبهذه الفضائل دللت الشيعة على كون علي أفضل الأصحاب وأنه لذلك الامام.
__________________
(١) سليم بن قيس : السقيفة ص ١٠١.
(٢) ن. م ص ١٠١.
(٣) الصدوق : علل الشرائع ج ١ ص ٢٠١ ، الخصال ج ٢ ص ١٢٠.
(٤) ابن رستم : المسترشد ص ٦٨ ـ ٧٠.
(٥) ابن المطهر : منهاج الكرامة ص ١٢٨ وانظر أيضاً جعفر نقدي : الأنوار العلوية والأسرار المرتضوية ص ٥٧ ، محمد حسن المظفر : دلائل الصدق ج ٢ ص ٢٦٠ ومن المصادر غير الإمامية ابن الجوزي : تذكرة الخواص ص ٤٦ ، المحب الطبري : ذخائر العقبي ص ٧٦ ، المتقي الهندي : كنز العمال ج ١٢ ص ٢٠٠ ، الحنفي : ينابيع المودة ص ٩٩.