ويذكر المرتضى حديث المنزلة ويفسر معانيه ويبين وجوه القول فيه ويقول : « إن الخبر دال على النص من وجهين ... أحدهما قوله : « أنت مني بمنزلة هارون ... » يقتضي حصول جميع منازل هارون من موسى لأمير المؤمنين الا ما خصه الاستثناء ( أي النبوة ) وما جرى الاستثناء من العرف وقد علمنا ان منازل هارون من موسى هي الشركة في النبوة وأخوة النسب والفضل والمحبة والاختصاص على جميع قومه والخلافة في حال غيبته على أمته وأنه لو بقي بعده لخلفه فيهم ولم يجز أن يخرج القيام بأمورهم عنه إلى غيره وإذا خرج الاستثناء منزلة النبوة وخص العرف منزلة الأخوة في النسب لأن من المعلوم أنهما عليهماالسلام لم يكن بينهما أخوة نسب وجب القطع على ثبوت ما عدا هاتين المنزلتين ثبت ما عداها ، وفي جملة أنه لو بقي لخلفه ودبر أمر أمته وقام فيهم مقامه وعلمنا بقاء أمير المؤمنين بعد وفاة الرسول وجبت له الإمامة بعد بلا شبهة » (١).
ومن الأمور التى عدتها الشيعة من فضائل علي ومن دلائل إمامته أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر بسد الأبواب التى تصل إلى المسجد ما عدا باب علي ، ذكر ذلك سليم بن قيس وإن عليا اشهد الناس على ذلك قال : « اتقرون أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم اشترى موضع مسجده ومنازله فابتناه ثم بنى عشرة منازل تسعة له وجعل لي عاشرها في وسطها وسد كل باب شارع إلى المسجد غير بابي فتكلم في ذلك من تكلم فقال : ما أنا سددت
__________________
(١) المرتضى : الشافي ص ١٤٨ ، وانظر الطوسي : الأمالي ج ١ ص ٣٤٢ ، ابن المطهر : كشف اليقين ص ٩٩ ، السبوري : النافع يوم الحشر في شرح باب الحادي عشر ص ٧٤ الحر العاملي : إثبات الهداة ج ٣ ص ٣٣٢ ، جعفر نقدي : ذخائر القيامة ص ٣٧ ، محمد حسن المظفر : دلائل الصدق ج ٢ ص ٢٥١ ، عبد المهدي المظفر : إرشاد الأمة للتمسك بالأئمة ص ٢٤ ، علي نقي الاحسائي : كشف المحجة ج ١ ص ١٦٧ ، كما ذكر حديث المنزلة القاضي عبد الجبار المعتزلي في شرح الأصول الخمسة ص ٧٦٦ ، المغني ج ٢ القسم الأول ص ١٥٨ ، وانظر أيضاً الاستيعاب ج ٣ ٩٧ ١٠ والإصابة ج ٢ ص ٥٠١ ، الخوارزمي : المناقب ص ٧٩ ، القرشي : مطالب السئول ج ١ ص ٤٧ ، ابن الجوزي تذكرة الخواص ص ٢٢ ، ابن الصباغ : الفصول المهمة ص ٢١ ، الدهلوي : مختصر التحفة الإثني عشرية ص ٢٦ ، المتقي الهندي : كنز العمال ج ١٢ ص ٢٠٠ ، الشبلنجي : نور الأبصار ص ٧٧.