وقال ابن عبد البرّ في «الاستيعاب»
بترجمة حمزة (عليه السلام) : «لمّا رأى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) حمزة
قتيلا بكى ، فلمّا رأى ما مثل به شهق» .
وروى أحمد في «مسنده» من روايات بكاء
النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ما لا يُحصى .
وأمّا
ما يدلّ على طلبه (صلى الله عليه وآله وسلم) للبكاء على الميّت ، والنوح عليه ،
ورغبته فيهما ، فكثير أيضاً ..
روى أحمد ، عن ابن عمر ، «أنّ رسول الله (صلى
الله عليه وآله وسلم) لمّا رجع من أُحد ، فجعلت نساء الأنصار يبكين على من قُتل من
أزواجهنّ ، فقال رسول الله : ولكنّ حمزة لا بواكيَ له.
قال : ثمّ نام ، فاستنبه وهنّ يبكين
حمزة ، فهنّ اليوم إذا يبكين يندبنَ حمزة».
ونحوه في «الاستيعاب» بترجمة حمزة (عليه
السلام) .
وقال في «تاريخ الطبري» : إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله
وسلم) مرّ بدار من دور الأنصار ، فسمع البكاء والنوائح على قتلاها ، فذرفت عينا
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فبكى ، ثمّ قال : لكنّ حمزة لا بواكيَ له ؛
فلما رجع سعد وأُسيد ، أمرا نساءهم أن يتحزّمنَ ثمّ يذهبنَ فيبكينَ على عمّ رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
__________________